اجتماع تداولي في جمعية الثقافة العربية لبحث قضايا ملاحقة الفنانين الفلسطينيين

عقدت جمعية الثقافة العربية اجتماعًا تداوليًا، يوم الجمعة، في مقرها بمدينة حيفا، بمشاركة عدد من الفنانين والمبدعين العرب، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات حقوقية وثقافية، لمناقشة تصعيد السلطات الإسرائيلية في استهداف الفنانين الفلسطينيين بسبب مواقفهم السياسية. وتركز النقاش على سبل مواجهة الضغوط المتزايدة التي يتعرض لها الفنانون، بما في ذلك حملات التحريض والاعتقالات والتضييق على المؤسسات الثقافية والمساحات الفنية.

وشارك في الاجتماع كل من جمعية الثقافة العربية، متمثلة برئيس هيئتها الإدارية الكاتب أنطوان شلحت، وعضو الإدارة المحامي فؤاد سلطاني، ومديرها مصطفى ريناوي، ومسرح سرد، ممثلا بمديره الفنان أيمن نحاس، ونادي الفن السابع، ممثلا بمديرته عايدة قعدان، ومركز عدالة، ممثلا بالمحامية هديل أبو صالح، والحقوقية عبير بكر، والفنانين نضال بدارنة، ميساء عبد الهادي، صالح بكري، حنان حلو، حنان واكيم، ضياء مغربي، وخليل كسابري.

كما شارك فيه رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، سامي أبو شحادة.

وذكر البيان الصادر عن جمعية الثقافة العربية أن الاجتماع، شدد أولا وقبل أي شيء، على أهمية العمل الفني والثقافي في كل ما يرتبط بعكس هموم الناس وقضاياها، وعلى ضرورة صدّ محاولات تصغير هذه المساحة الهامة، وتقليل دورها في معالجة قضايا مجتمعية عدة، وعلى دور الفن الموجه في بناء القيم المجتمعية المؤمنة بحرية وكرامة الناس”.

وافتتح الاجتماع بالحديث حول الملاحقات الأخيرة، التي تعرض لها الفنان نضال بدارنة، وبحث كيفية وقف التحريض والخوف، ليكون ذلك نموذجا واسعا في العمل في قضايا مشابهة لكل الفنانين، الذين تعرضوا إلى مواقف مشابهة.

كما تم التطرّق إلى “ممارسات قمعية، نالت من الفنانين ومن أعمالهم، وعكست، من بين أمور أخرى، موقفا مجتمعيا هشا في الدعم والمساندة، وبالذات لكون الغالبية العظمى من الملاحقات كانت بسبب أعمال وآراء سلطت الضوء على ممارسات الهدم والقتل والتهجير، التي يتعرض لها أبناء شعبنا في غزة والضفة، وعلى سياسات التواطؤ الحكومية في قضايا العنف والجريمة المنظمة، التي أنهكت المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد”، بحسب البيان.

وأوضح البيان أن غالبية المشاركين عبروا عن “ضرورة مساندة الفنانين، وعدم الاستفراد بالفنان بسبب مواقفه الوطنية الإنسانية، المنعكسة في أعماله. ومن خلال هذه الرؤى، تم التركيز على ضرورة التنظم، وبناء مجموعة عمل مهنية سريعة، للوقوف المطلوب في مواجهة الملاحقات والتهديدات المتسارعة، بمشاركة الفنانين أنفسهم، وحقوقيين، ومؤسسات ثقافية، إلى جانب العمل على صياغة استراتيجية واضحة ومساندة للفنانين وللقطاع الفني الثقافي بشكل عام”.

وذكرت الجمعية أن “الاجتماع خلص إلى استنتاجات كثيرة، أولها ضرورة الاستمرار في الانعقاد، ودعوة أطر وأفراد آخرين إلى أخذ دورهم في بناء مثل هذا الإطار الهام، والذي سيقوم بالعمل في اتجاهين متناسقين: الأول، بناء برامج جماهيرية خلال الشهرين القريبين، تهدف إلى التصدي لمحاولات التطبيع مع تهديد الفنانين وإلغاء عروضهم، من خلال جمع أكبر عدد من الفنانين، والتواصل مع قطاعات ثقافية متنوعة. والثاني، العمل على بناء تنظيم فني، يجمع بين المؤسسات والفنانين، يقوم على تشكيل قاعدة سياسات ثقافية تحاول حل عوائق متعددة تواجه الفنانين وأعمالهم، وبناء معايير مهنية وشفافة بين الفنانين والمؤسسات الثقافية، والدعوة إلى إنشاء صندوق دعم تمويلي لحالات الطوارئ، ومتابعة الفنانين الذين يتعرضون لمنع أعمالهم بسبب مواقفهم السياسية”.

من جهتها، شددت جمعية الثقافة العربية على استمرارها في تنظيم هذه المبادرة الهامة، بمشاركة عدد من الأجسام الفاعلة فنيا وحقوقيا، وتحويل قضايا الفنانين، التي لاقت مكانا واسعا في الرأي العام في الآونة الأخيرة، إلى أفعال على الأرض تتحدى السياسات التصعيدية الأخيرة، حيث ستعقد المجموعة اجتماعات متلاحقة خلال الأسبوعين القريبين، من أجل مزيد من البلورة والتنظم، وبغية عقد عدد من البرامج الجماهيرية المتحدية للسياسات التعسفية، ودعوة أكبر عدد ممكن من المؤسسات والفنانين والحقوقيين والعاملين في القطاع الثقافي والفني، والشخصيات السياسية العامة، إلى تطوير هذا المشروع الضروري والحيوي والهام.

11
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *