استمرار جهود الوسطاء في تثبيت وقف إطلاق النار بغزة

سلمت كل من حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، ردهما على المقترح الذي قدمه لهما الوسطاء ال قطر يون والمصريون والأمريكيون الخميس الماضي.

وجاء مقرح الوسطاء عقب مفاوضات غير مباشرة في العاصمة القطرية الدوحة استمرت 72 ساعة، بحضور المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف والوسطاء القطريين والمصريين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ورئيس المخابرات المصرية ووزير الخارجية المصري.

وذكرت وسائل إعلامية، أنّ الوسطاء سلموا الطرفين، حماس والاحتلال، مقترحاً لوقف إطلاق النار، والذي جاء تحت عنوان “إطار عمل للاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة”.

ويتضمن المقترح 4 بنود رئيسية، أولها أن تفرج حماس في اليوم الأول عن 5 أسرى أحياء من بينهم عيدان الكسندر، مقابل الإفراج عن عدد يتم الاتفاق عليه من الأسرى الفلسطينيين.

ويتضمن البند الثاني أن يتم عقب تبادل الأسرى الشروع مباشرة بمفاوضات غير مباشرة بين الجانبين تحت رعاية الوسطاء الضامنين، بشأن الترتيبات اللازمة للوقف الدائم لإطلاق النار، والتوصل لاتفاق بشأن مفاتيح تبادل باقي الأسرى الإسرائيليين، بمقابل عدد يتم الاتفاق عليه من الأسرى الفلسطينيين، على أن يتم استكمال هذه المفاوضات خلال مدة 50 يوما.

أما البند الثالث، فينص على أن يتم دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى قطاع غزة، ووقف العمليات العسكرية، والايقاف المؤقت للطيران، واستمرار عمل الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الأخرى، وإعادة تأهيل البنية التحتية ودخول مستلزمات إيواء النازحين.

في حين، ينص البند الرابع على أن يضمن الوسطاء استكمال المفاوضات للوصول إلى اتفاق بشأن الترتيبات اللازمة للوقف الدائم لإطلاق النار، والوصول لاتفاق بشأن مفاتيح باقي الرهائن الإسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، ويؤكد الجانبان عزمهما على تحقيق هذه الغاية.

من جهته، أكد الناطق عبد اللطيف القانوع حركة حماس، يوم السبت، أنَّ الحركة صنعت أجواء إيجابية في مسار المفاوضات الجارية وتعاملت بمسؤولية عالية وقبلت مقترح الوسطاء، مشيرًا إلى أنّ الكرة الآن في ملعب الاحتلال.

وقال القانوع في تصريحات صحفية، إنّ “وفد حماس المفاوض عاد مجددًا للقاهرة أمس ويتابع مع المسؤولين المصريين مستجدات المفاوضات الجارية ومناقشة المقترح المطروح”، موضحا أنّ موافقة الحركة على إطلاق سراح ألكسندر تعبير عن مرونتها وتعاطيها الإيجابي في المقترحات التي يطرحها الوسطاء.

وأشار القانوع إلى أنّ قبول حماس بمقترح الوسطاء ليس بديلاً عن المرحلة الثانية وإنما يمهد لبدء المفاوضات فيها وصولًا لإنهاء الحرب والانسحاب، مبيناً أنّ “رد الحركة الإيجابي على مقترح الوسطاء جزء من اتفاق وقف إطلاق النار والمفاوضات الجارية لإتمام مراحله الأخرى”.

وجدد القانوع تأكيده أن حماس تدعم أي مقترح يصلها عبر الوسطاء وتتعامل معه بمرونة كبيرة وإيجابية عالية، مشددًا على أن الحركة لم تضع شروطًا تعجيزية وإنما هي لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وإلزام الاحتلال ببنوده وبضمانة الوسطاء.

ولفت الناطق، إلى أنّ الإشكالية في إصرار “نتنياهو” على المماطلة لإنقاذ مستقبله السياسي، مؤكدًا أنّ الاحتلال خرق المرحلة الأولى بوقفه البروتوكول الإنساني ومحاصرة غزة للأسبوع الثاني.

ويوم أمس الجمعة، أعلنت حماس، توجه وفد من قيادتها إلى القاهرة للقاء مسؤولين مصريين ومتابعة مستجدات المفاوضات، وذلك بعد تقديمها رد قبول على مقترح الوسطاء، بشأن إطلاق سراح جندي صهيوني يحمل جنسية أمريكية، و4 جثامين لأسرى مزدوجي الجنسية.

ويأتي ذلك بعد تأكيد حماس أنّ وفد القيادة تسلَّم، يوم الخميس الماضي مقترحًا من الوسطاء لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزَّة، مؤكدة تعاملها معه بمسؤولية وإيجابية.

وأوضحت حماس، أنها “سلمت ردّها على المقترح فجر أمس الجمعة، متضمنًا موافقتها على إطلاق سراح الجندي الصهيوني عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إضافة إلى جثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية”. وأكدت جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، داعيةً إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

في المقابل، رد الاحتلال على مقترح الوسطاء بإدخال تعديلات عليه أيضا، إذ تطالب بالإفراج عن 11 من الأسرى الصهاينة الأحياء بينهم عيدان الكسندر، و16 جثة، مقابل الإفراج عن 120 أسيرا محكوما بالمؤبد، و1110 معتقلا من قطاع غزة ممن اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، و160 جثة لشهداء من غزة.

وبعد تبادل الأسرى والجثث، طالب الاحتلال بأن يتم الشروع في مفاوضات غير مباشرة خلال 40 يوما، وعند الاتفاق يتم إطلاق باقي الأسرى الأحياء والأموات، كما طالب الوسطاء بوضع آليات للتأكد من أن المساعدات التي تدخل إلى القطاع تُسلم للمدنيين فقط.

ومع الشروع بالمفاوضات، يطالب الاحتلال بتلقي دلائل حياة وتقارير طبية لكل أسراها الأحياء، مقابل إعطاء دلائل حياة عن الأسرى الفلسطينيين.

211
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *