أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم الخميس، عن الأسير أحمد مناصرة من سجن نفحة بعد 10 سنوات من الاعتقال، تعرض خلالها لكل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.
وفي تفاصيل الخبر، أفادت مؤسسات حقوقية مختصة بشؤون الأسرى، بأنه كان من المفترض أن يفرج الاحتلال عن أحمد مناصرة في مكان قريب من السجن، حيث كانت عائلته تنتظره لاستقباله، إلا أن الأهل تفاجؤوا باتصال من أحد الأخوة البدو في منطقة بئر السبع، يُعلمهم أن أحمد معهم، حيث تعمد الاحتلال الإفراج عنه في منطقة بعيدة عن بوابة السجن، ما يعكس سياسة الاحتلال في التضييق على الأسرى وعائلاتهم.
ومنذ أكتوبر 2021، كان أحمد محتجزًا في العزل الانفرادي، رغم حالته الصحية الصعبة، ولم يُسمح له بلقاء محاميه في العامين الأخيرين إلا عبر الشاشة.
وتجدر الإشارة إلى أن أحمد مناصرة اعتقل بطريقة وحشية في عام 2015، حينما كان في سن 12 عامًا بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن. خلال الحادثة، أطلق جنود الاحتلال النار على أحمد وابن عمه حسن (13 عامًا)، ما أسفر عن استشهاد الأخير أمام عينيه، بينما تعرض أحمد للدهس والضرب المبرح، ما أدى إلى إصابته بكسور في الجمجمة.
وخلال فترة التحقيق، تم تعذيب أحمد نفسيًا وجسديًا، وأجبر على تقديم اعترافات تحت الضغط. وفي عام 2016، تم الحكم عليه بالسجن لمدة 12 عامًا، قبل أن يتم تخفيض الحكم إلى 9 سنوات ونصف، بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 56 ألف دولار أمريكي.
وثّق تسريب لأحد جلسات التحقيق الأمنية مع أحمد كيف كان يتعرض للتهديدات والعنف من قبل المحققين في سن الثالثة عشرة، حيث ظهر أحمد في الشريط باكيًا وهو يواجه أحد المحققين قائلًا: “مش متأكد” و”مش متذكر”، بينما كان المحقق يصرخ في وجهه بهدف انتزاع اعترافات زائفة.
وعلى مدار سنوات اعتقاله، تعرض أحمد لتعذيب مستمر وتدهورت حالته الصحية بشكل كبير. وكان يعاني من ورم دموي في الجمجمة نتيجة الاعتداء عليه، ما سبب له صداعًا وآلامًا شديدة. كما تم حرمانه بشكل متكرر من لقاء عائلته، مما زاد من معاناته النفسية.
وفي مقابلة سابقة مع محاميه خالد زبارقة، وصف زيارة له في العزل الانفرادي في 2023 قائلاً: “رأيت إنسانًا بلا روح.. حاولت التخفيف عنه فقلت له لم يتبقَ سوى القليل ويتحرر”. فرد أحمد قائلاً: “أنا لا أنتظر سوى الموت.. لا أنتظر شيئًا من هذه الحياة”، ثم سأل محاميه قبل مغادرته: “هل أنت متأكد أن الانتحار حكمه حرام؟”.
يُذكر أن ما تعرض له أحمد مناصرة يُعتبر مثالًا آخر على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين، والتي تحتاج إلى المزيد من التحرك الدولي لوضع حد لها.