الاحتلال يواصل الإبادة.. قصف مستمر بغزة وتفاقم الجوع والعطش مع ترقب عودة المفاوضات

يواصل جيش الاحتلال غاراته على قطاع غزة لليوم الـ25 بعد استئناف حرب الإبادة، وسط تحذير أممي بأن المجاعة آخذة في الانتشار نتيجة إغلاق الاحتلال لجميع المعابر ومنع إدخال المساعدات، بالتزامن مع توجه وفد من حركة حماس لمناقشة مقترح مصري جديد للعودة إلى وقف إطلاق النار.

وأفادت وزارة الصحة في غزة بوصول 21 شهيدًا و64 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر إلى 50 ألفًا و933 شهيدًا، عدا عن آلاف الشهداء الذين مازالوا تحت الأنقاض ولم يتم انتشال جثامينهم.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الاحتلال يواصل جريمة التعطيش الممنهجة بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة، ويحوّل المياه إلى أداة إبادة جماعية وسلاح قتل بطيء

وبيّن المكتب الإعلامي، أن الاحتلال عطَّل عمدًا خطي مياه “ميكروت” شرق مدينة غزة وفي المحافظة الوسطى، وأوقف كذلك خط الكهرباء الذي يغذي محطة تحلية المياه في منطقة دير البلح، مما أدى لتوقفها الكامل عن إنتاج المياه المحلاة.

وأضاف أن الاحتلال دمر أكثر من 90 في المئة من بُنْية قطاع المياه والصرف الصحي، ومنع وصول الطواقم الفنية لإصلاح الأعطال، واستهداف العاملين أثناء أداء مهامهم الإنسانية.

وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أنه سجل أكثر من 1,7 مليون حالة مرضية مرتبطة بالمياه، فضلًا عن وفاة أكثر من 50 شخصًا غالبيتهم أطفال بسبب الجفاف وسوء التغذية.

وبحسب بلدية غزة، فإن الاحتلال يماطل في تمكين طواقمها من الوصول إلى مكان خط توزيع مياه مكروت المعطل، مضيفة أنها تتوقع إصلاح الخط خلال 24 ساعة، إذا سمح الاحتلال لطواقمنا بالوصول إلى موقع الضرر.

يأتي ذلك بينما أكدت جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” إنه بعد مرور ستة أسابيع على الحصار الذي تفرضه إسرائيل ومنعها دخول المساعدات والإمدادات التجارية، نفد مخزون المواد الغذائية تقريبًا، وأغلقت المخابز أبوابها، وانتشر الجوع، “وهذا يعني أن الرضع والأطفال يذهبون إلى الفراش جائعين”.

وأكدت جولييت توما، أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية.

وقالت مصادر محلية، إن شاحنتي وقود شوهدتا تتوجهان من دير البلح وسط قطاع غزة إلى مدينة غزة، غير أنَّ مسؤولين أمنيين نفوا لإذاعة جيش الاحتلال دخول أي شُحنات وقود إلى قطاع غزة صباح اليوم، ورجحوا أن تكون الشاحنتان تقومان بعملية نقل داخلي للوقود.

وفي السياق، يتوجه وفد من حركة حماس إلى العاصمة المصريّة القاهرة، اليوم السبت، لمناقشة مقترح مصري لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.

يأتي ذلك بعد أن نشر موقع “واللا” الإسرائيليّ أن “إسرائيل” قدمت ردّها على اقتراح الوساطة المصرية، مشيرًا إلى أن مصر والولايات المتحدة تحاولان صياغة مقترح تقبله إسرائيل وحماس، وسط تقارب في المواقف بين إسرائيل ومصر.

وقالت حركة حماس، في بيان صحفي السبت، إن تصاعد الدعوات داخل الكيان المحتل لوقف الحرب وتحرير الأسرى، يؤكد مسؤولية نتنياهو عن إدامة الحرب وعن معاناة أسراه وشعبنا.

وأضافت حماس، أن دماء أطفال غزة وأسرى الاحتلال ضحايا طموحات نتنياهو للبقاء في الحكم، وللهروب من المحاكمة.

وأكدت الحركة أن المعادلة واضحة، وهي: إطلاق الأسرى مقابل وقف الحرب”، مشيرة إلى أن العالم يقبل هذه المعادلة ونتنياهو يرفضها.

وحذرت من أن كل يوم تأخير يعني مزيدًا من القتل للمدنيين العزل من شعبنا، ومصيرًا مجهولاً لأسرى الاحتلال.

وذكرت مجلة “الايكونوميست” أنّ حركة حماس أبدت استعدادًا لقبول هدنة مؤقتة أخرى لبضعة أسابيع، تتبادل خلالها عددًا قليلًا من الإسرائيليين الـ 59 الذين ما يزالون في غزة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.

وأكدت المجلة أن إسرائيل مازالت تنوي استئناف حربها خلافًا لشرط حماس التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، ونقلت عن دبلوماسيّ سابق قوله إنّ “التوقعات قاتمة”، وحاليًا ليس هناك أي نقاشات بشأن خطط جديّة لليوم التالي للحرب في غزة.

ونقلت قناة “سي ان ان” الأميركيّة عن مصدر مشارك في المفاوضات قوله إنّ المفاوضات الحاليّة تشهد تباطؤًا بعد أن تولّى رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية والمستشار السياسي الأقرب نتنياهو، قيادة فريق التفاوض الإسرائيلي، مقارنةً بقيادة رئيسي الموساد ديفيد برنياع ورئيس جهاز الشاباك رونين بار لهذا الفريق سابقًا.

وأكد المصدر أن هناك تحولاً واضحًا في الأولويات الإسرائيلية، “ويبدو أن الفريق الإسرائيلي يُسيّس المفاوضات” حسب قوله.

وبحسب موقع “واللا”، فإن مصدرًا أمنيًّا قال إن الجيش الإسرائيلي يقترب من السيطرة على 30 في المئة من قطاع غزة، ويُخطط لتوسيع سيطرته لتشمل 50 في المئة في عموم القطاع في حال عدم حدوث تقدم في المفاوضات.

143
التعليقات مغلقة