ارتكب جيش الاحتلال مجزرتين في خيام النازحين في خانيونس وجباليا، ليلة الخميس، ما أدى لارتقاء 17 شهيدًا غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك بالتزامن مع مرور شهر كامل على استئناف حرب الإبادة، وسط ترقبٍ لرد حركة حماس على المقترح الذي تسلمته مؤخرًا للعودة إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأفادت مصادر محلية بارتقاء 10 شهداء من عائلة أبو الروس إثر قصف خيمة للنازحين غرب المواصي في خان يونس، مبينة أن الشهداء هم 5 أطفال و5 نساء.
وأوضحت المصادر، أن 7 شهداء آخرين من عائلة عسلية ارتقوا إثر قصف خيمة في بلدة جباليا شمال القطاع، وهم: أب وأم وأطفالهما الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين عام ونصف و13 عامًا.
وأشارت المصادر لاشتعال النيران في الخيام واحتراق جثامين بعض الشهداء نتيجة ذلك.
وقالت المصادر، إن جيش الاحتلال يواصل تنفيذ عمليات نسف للمباني والمنازل في المناطق الشرقية لمدينة غزة، وشمال مدينة رفح.
ونشر صحفيٌ إسرائيليٌ توثيقًا لعمليات تفجير المنازل في الشجاعية، وقال إن أصوات الانفجار تُسمع من مستوطنات غلاف غزة.
وأكدت المصادر ارتقاء شهداء في غارات على النصيرات ودير البلح وسط قطاع غزة أيضًا.
وأعلن جيش الاحتلال، مساء أمس، أنه سيطر على 30 في المئة من إجمالي مساحة قطاع غزة كمنطقة تأمين دفاعية متقدمة، ويواصل العمل في هذه الأيام على توسيع محور موراج الذي يفصل بين خان يونس ورفح.
بينما أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها استهدفوا، خلال الـ24 ساعة الماضية، بقذائف الياسين 105، ثلاث دبابات إسرائيلية من نوع “ميركفاه 4” أثناء توغلها قرب مستشفى الوفاء شرق حي التفاح إلى الشرق من مدينة غزة.
ومنذ استئناف الجيش الإسرائيلي حرب الإبادة على غزة، نزح نحو 500 ألف فلسطيني من مناطق سكنهم تنفيذًا لأوامر الإخلاء القسري الإسرائيلي، وفق المتحدثة باسم أمين عام الأمم المتحدة.
يأتي ذلك بينما أكدت وكالة “الأونروا” أن هناك نقصًا حادًا في الأدوية والمسكنات وغيرها من المستلزمات الطبية الأساسية يشكل تهديدًا خطيرًا على حياة المرضى، مشيرة إلى أن النظام الصحي بأكمله في جميع أنحاء غزة يتعرض للهجوم منذ بدء الحرب.
ويُنتظر أن تقدم حركة حماس، في غضون ساعات، ردها على المقترح الذي تسلمته للعودة إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ووصفه الرئيس السابق لدائرة الأسرى والمفقودين في الموساد، رامي إيغرا، بأنه “المقترح الأصعب الذي عُرض على حماس في أي وقت”.
وبينما استبعد رامي إيغرا أن تقبل حماس بالمقترح المطروح، فإن مسؤولين في حماس قالوا إنهم يدرسون المقترح في الأطر القيادية للحركة، وبالتنسيق مع فصائل المقاومة، لتكوين موقف موحد حول المقترح.
قال رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حماس، على بركة، إن الحركة لا تمانع في البدء بمرحلة أولى لوقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا، لكنَّ أي مبادرة لا بُدَّ أن تشمل وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من غزة وإعادة الإعمار.
وأكد علي بركة، في حديث للتلفزيون العربي، أن الأولوية بالنسبة للمقاومة هي وقف العدوان وفتح المعابر وإدخال المساعدات، “ولن نوافق على أي اتفاق لا يتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار”.
وبحسب تقرير نشره موقع “أكسيوس”، فإن دونالد ترامب وسع مهام مستشاره آدم بولر بتعيينه مبعوثًا خاصًا لشؤون الأسرى، حيث سيقوم بالتنسيق بين الوكالات بشأن قضايا الأسرى، على أن يقدم تقاريره إلى ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو.
وأدار بولر الحوار بين إدارة ترامب وحركة حماس، وإثر ذلك واجه عاصفة سياسية في شهر آذار/ مارس بعدما أدلى بتصريحات قال فيها إن قادة حماس “لطفاء مثلنا، وليسوا شياطين تخرج القرون من رؤوسهم”.