تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ 32 على التوالي وعلى مخيم نور شمس لليوم الــ19، وسط دمار واسع في البنية التحتية والممتلكات، ومعاناة إنسانية.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية الى المدينة وباتجاه مخيمي طولكرم ونور شمس، وجابت الشوارع والحارات وتمركزت على طول شارع نابلس الرابط بين المخيمين، في الوقت الذي ما زالت تستولي على مباني سكنية في الشارع المذكور وتحولها لثكنات عسكرية وتنشر القناصة داخلها.
كما نشرت قوات الاحتلال فرق المشاة في حارات مخيمي طولكرم ونور شمس ومنعت الدخول إليهما أو الخروج منهما وسط تحليق لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض، وداهمت المنازل بما فيها الفارغة وخربت ودمرت محتوياتها، تزامنا مع استيلائها على منازل أخرى وتحويلها لثكنات عسكرية.
وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال داهمت الليلة الماضية المنازل في حارة المدارس في مخيم نور شمس، وأبلغت سكانها مغادرتها صباحا، بعد اخضاعهم للاستجواب.
وكان توجه عشرات المواطنين الى منازلهم في مخيم نور شمس ترافقهم فرق الإغاثة من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني، بعد أن أمهلهم الاحتلال مدة ثلاث ساعات لإخلاء محتويات منازلهم، بعد إخطاره نيته هدم 11 منزلا خلال الأيام القادمة، بذريعة شق طريق يمتد من ساحة المخيم باتجاه حارة المنشية، وعملت طواقم جمعية الهلال الأحمر على إخلاء عائلات كانت ما زالت في منازلها وأمنت خروجهم سالمين، فيما أعلنت في وقت لاحق عن تلقيها عشرات نداءات الاستغاثة من عائلات عالقة في حارة جبل النصر بمخيم نور شمس، وتواجه صعوبة في الوصول إليهم، بسبب خطورة الوضع ومحاصرة المنطقة من قبل قوات الاحتلال.
وألحقت قوات الاحتلال دمارا كاملا في البنية التحتية في مخيمي طولكرم ونور شمس طالت شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، وجرفت مزيدا من الشوارع والطرقات، اضافة الى تدمير ممتلكات من منازل ومحال تجارية بشكل كامل وجزئي، نتيجة الهدم والتفجير والحرق.
كما أدى العدوان المتواصل الى نزوح ما يقارب من 12 ألف مواطن من مخيم طولكرم وأكثر من 5000 مواطن من مخيم نور شمس.
ووسط استمرار الحصار المشدد على المخيمين، تتوالى مناشدات المواطنين الذين ما زالوا في منازلهم ويعيشون ظروفا صعبة وقاسية، لتأمين وصول مستلزماتهم الأساسية من طعام وماء وأدوية وحليب أطفال، إضافة الى تأمين خروج الاطفال لتلقي مطعوماتهم خارج المخيم، في وقت تمنع قوات الاحتلال الدخول اليهما أو الخروج منهما، وتعيق عمل طواقم الاغاثة خلال محاولتها إيصال المواد التموينية الضرورية لهم.
وتواصل قوات الاحتلال إغلاق بوابة حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم لليوم الـ20 على التوالي، وعزل المدينة عن قرى وبلدات الكفريات، وباقي محافظات الضفة.
وفي جنين، يواصل الاحتلال عدوانه على المدينة ومخيمها لليوم الثامن والثلاثين على التوالي، مخلّفا 27 شهيداً وعشرات الإصابات، ودمارا واسعا في البنية التحتية والممتلكات.
وقال محافظ جنين كمال أبو الرب، إن عدوان الاحتلال المستمر أدى إلى خسائر فادحة تصل إلى 20 مليون شيقل يومياً، خاصة مع استمرار إغلاق حاجز الجلمة العسكري أمام أبناء شعبنا من داخل أراضي الـ48، مشيرا إلى أن مصير نحو 6000 طالب منهم يدرسون في الجامعة العربية الأميركية مجهولا، في ظل مواصلة الاحتلال منعهم من الوصول إلى الجامعة، إضافة إلى منع العمال من التوجه إلى أماكن عملهم.
وأضاف، أن الاحتلال يحاول تغيير معالم المخيم بشكل كلي، حيث عمد إلى القيام بعمليات حفر على عمق 3 أمتار في الأرض، بهدف بناء أبراج حول مخيم جنين.
وأشار إلى أن الاحتلال عمد منذ اليوم الأول من عدوانه، إلى تغيير خارطة المخيم من خلال استحداث شوارع جديدة فيه وتوسيع شوارع أخرى، إضافة إلى هدم أحياء كاملة منه.
ولفت أبو الرب، إلى أن إجبار الاحتلال أهالي مخيم جنين على النزوح منه وإخلائه هو تمهيد لبقائه لفترة طويلة داخل المخيم.
وصباح اليوم، أخذت قوات الاحتلال قياسات منزل الشهيد إسلام خميسة تمهيداً لهدمه.
واعتدى الاحتلال الليلة الماضية، على عدد من الشبان في محيط دوار يحيى عياش في مدينة جنين، في وقت دفعت فيه قوات الاحتلال بمدرعات من نوع إيتان إلى محيط المخيم، كما واصلت دفع تعزيزاتها المصحوبة بالجرافات إلى المخيم، وسط تحليق للطائرات الحربية، وجرف محيط مقبرة الشهداء في المخيم.
وواصل الاحتلال تحركاته بالدبابات على أطراف مخيم جنين تحديدا في حي الجايريات وقرب جامع الأسير وأحياء أخرى من المخيم.
وكان المفوض العام للأونروا قد قال في تصريح صحفي أمس الأربعاء، إن الضفة الغربية أصبحت ساحة معركة بعد أن قتل الاحتلال 50 مواطناً خلال خمسة أسابيع.
وأضاف، أن الضفة تشهد تداعيات خطيرة لحرب غزةب، وأن المواطنين هم أول من يعاني من هذه التداعيات، داعياً إلى إنهاء عدوان الاحتلال على الفور.
ويواصل الاحتلال إحراق منازل داخل مخيم جنين وتجريف طرق وتوسيع طرق أخرى، كما يستمر جنود الاحتلال في منع وملاحقة المواطنين الذين يحاولون الوصول إلى منازلهم داخله لأخذ مستلزماتهم الضرورية كالملابس والأغطية، خاصة في ظل الظروف الجوية الباردة واقتراب شهر رمضان المبارك.
ويواجه النازحون صعوبات كبيرة مع استمرار نزوحهم عن منازلهم لليوم الـ38، إذ يخشى الأهالي من بقائهم خارج منازلهم طيلة شهر رمضان المبارك.
ويمنع الاحتلال الطواقم الصحفية المحلية والدولية من دخول المخيم لرصد الدمار والخراب داخله، وتغطية ممارسات الاحتلال بحق المواطنين.
كما يواصل الاحتلال الاستيلاء على عدد من منازل المواطنين وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، خاصة في البنايات القريبة والمطلة على مخيم جنين، كما يستمر انقطاع المياه عن عدد من أحياء المدينة بسبب تجريف الاحتلال للطرقات وشبكات المياه، وصعوبة عمل الطواقم لإعادة صيانتها مع وجود الاحتلال المستمر.