استأنفت إسرائيل فجر يوم الثلاثاء، عدوانها على قطاع غزة بسلسلة من الغارات العنيفة أسفرت إلى غاية الآن عن 404 شهيدا ومئات المصابين، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن 100 طائرة شاركت في استئناف الغارات على قطاع غزة، وقال إن الهجوم سيستمر ما دام ذلك ضروريا وسيتوسع إلى ما هو أبعد من الغارات الجوية.
واستهدفت غارات الاحتلال مواقع مختلفة في القطاع، من بينها مخيم المغازي (وسط) وخان يونس ورفح جنوبا ومخيم جباليا وبيت حانون (شمال).
وأفادت وزارة الصحة في غزة، باستشهاد 404 مواطنين وإصابة 562 آخرين، نتيجة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأوضحت الوزارة أن بين الإصابات عدد كبير من الإصابات الخطيرة جدًا، وصلت مستشفيات القطاع، نتيجة الاستهدافات والمجازر المتعددة التي ارتكبها الإحتلال منذ ساعات فجر اليوم على القطاع.
وأشارت إلى أن عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام، وجاري العمل على انتشالهم.
بدوره، أفاد مستشفى العودة صباح اليوم بوصول 11 شهيدًا من بينهم 6 أطفال، و27 إصابة، جراء استهداف منازل المواطنين شمالي قطاع غزة.
وفي السياق، استشهد ظهر اليوم، أربعة مواطنين، بينهم سيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأصيب عدد آخر، باستهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين أمام بوابة مستشفى الرنتيسي للأطفال غربي مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بوصول خمس إصابات لمستشفى الشفاء بعد استهداف مركبة في شارع النصر غربي غزة.
وأشارت إلى استشهاد ستة مواطنين من عائلة واحدة بينهم أطفال ونساء بقصف طائرات الاحتلال سيارة في بيت لاهيا شمالي القطاع.
وذكرت أن مواطنًا اُستشهد، جراء إلقاء طائرة مسيرة إسرائيلية “كواد كوبتر” قنبلة عليه قرب شارع صلاح الدين بمنطقة نتساريم جنوبي مدينة غزة.
وأشار إلى استشهاد ستة مواطنين من عائلة “أبو دقة” إثر قصف مركبة مدنية في بلدة عبسان شرقي مدينة خان يونس.
وأفادت بوقوع شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي على حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة.
من جهته، قال مدير مستشفى الشفاء الطبي بغزة الطبيب محمد أبو سلمية إن الطواقم الطبية تصل للمصابين بصعوبة بالغة.
وأضاف أبو سلمية في تصريح “للجزيرة”، “نحن أمام جريمة مكتملة الأركان ارتكبها الاحتلال فجر اليوم”.
وتابع “نعاني من نقص في الأدوية بسبب إغلاق المعابر، ولا يمكن للمنظومة الصحية التعامل مع الكم الكبير من المصابين”.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أعلن عن استشهاد وفقد 322 مواطنًا وإصابة العشرات خلال 5 ساعات في قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي.
وأوضح المكتب في بيان له، أن من بين الضحايا عائلات كاملة، وصل جزء منهم إلى المستشفيات، وتعذّر وصول عدد كبير من الشهداء، الذين معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين، بفعل صعوبة الوضع الإنساني الميداني وشل قطاع المواصلات، بسبب انعدام توفر الوقود في جميع محافظات قطاع غزة، في جرائم إبادة جماعية تستهدف الإنسان والأرض والتاريخ الفلسطيني.
وأضاف أن المجازر الوحشية التي يواصل الاحتلال ارتكابها تؤكد مجددًا أنه لا يعرف سوى لغة القتل والتدمير والإبادة الجماعية، ويكشف نواياه الحقيقية في استباحة دماء الأبرياء دون أدنى وازع أخلاقي أو قانوني، وأنه كانت لديه النية المبيتة بمواصلة ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الأطفال والنساء كما يجري على أرض الواقع، وأنه متعطّش للدماء.
وبين أن مجازر الاحتلال تأتي في وقت يتعرض فيه قطاع غزة لحصار كارثي خانق، وإغلاق كامل للمعابر، ما أدى إلى تأزيم الواقع الإنساني بشكل غير مسبوق.
وأشار إلى أن أكثر من 2,4 مليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة حُرموا من أبسط مقومات الحياة، بما في ذلك الغذاء والدواء والمياه وحليب الأطفال ومستلزماتهم الضرورية.
وقال مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية إنهم عاجزون عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين، وأكد نفاد كميات كبيرة من الأدوية والمستهلكات الطبية نتيجة استمرار الحرب والحصار الإسرائيلي.
حماس: نتنياهو وحكومته انقلبوا على اتفاق وقف النار
وحمّلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “والاحتلال الصهيوني النازي المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان الغادر على غزة”.
وأضافت أن نتنياهو وحكومته “اتخذا قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار معرضين الأسرى الإسرائيليين في غزة لمصير مجهول”.
وطالبت الحركة الوسطاء بـ”تحميل نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه”، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لانعقاد عاجل لأخذ قرار يلزم إسرائيل بوقف عدوانها.
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن نتنياهو أفشل عمدا كل مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وأضافت الحركة أن العدوان الجديد لن يمنح يدا عليا لإسرائيل على المقاومة لا في الميدان ولا في المفاوضات.
وأعلن البيت الأبيض أن إسرائيل استشارت إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن الغارات على غزة، ونقلت صحيفة معاريف عن مصادر إسرائيلية أن تجدد القتال في غزة تم تنسيقه مع الإدارة الأميركية، وأن واشنطن وافقت على ذلك.
وذكرت “معاريف” أن المصادر أوضحت أن خطة الجيش الإسرائيلي الجديدة تقضي بتقدم قواته داخل القطاع و”تطهير” مناطق بعينها والبقاء فيها، مع نقل المدنيين إلى “مناطق إنسانية”.
وقالت الصحيفة إن قرار استئناف القتال اتخذ أمس الاثنين في اجتماع عقده نتنياهو بوزارة الدفاع في تل أبيب.
مزاعم إسرائيلية
ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر عسكري إسرائيلي -لم يفصح عن اسمه- قوله إنه بتعليمات المستوى السياسي فإن الجيش يشرع في مهاجمة “قادة حماس من المستوى المتوسط والشخصيات البارزة في الجناح السياسي لحماس، وبنيتها التحتية على نطاق واسع وبشكل استباقي”.
وأضاف المصدر أن جيش الاحتلال يهاجم عشرات الأهداف بزعم “استعداد حماس لتنفيذ هجمات وتعزيز قوتها وإعادة تسليحها”.
وزعم بيان لمكتب نتنياهو أن استئناف العدوان على غزة يأتي “في أعقاب رفض حماس المتكرر إطلاق سراح الرهائن، ورفضها جميع المقترحات التي تلقتها من المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف والوسطاء”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت الخميس الماضي إن المبعوث الأميركي قدّم اقتراحا محدثا الى الطرفين يقضي بإطلاق 5 محتجزين إسرائيليين مقابل 50 يوما من وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وإدخال مساعدات إنسانية، والدخول في مفاوضات بشأن المرحلة الثانية.
بدورها، أعلنت حماس يوم الجمعة الماضي موافقتها على مقترح قدمه الوسطاء، وتتضمن الموافقة الإفراج عن جندي إسرائيلي أميركي و4 جثامين لمزدوجي الجنسية، في إطار استئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.
ومطلع مارس/آذار الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة التي استمرت 42 يوما، في حين تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 40 ألف شهيد منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.