الغارديان: الوحدة الإسرائيلية المسؤولة عن مجزرة الطاقم الإنساني في رفح يقودها جنرال يحتقر الحياة البشرية

قال مصدرٌ استخباراتيٌ مطلعٌ على انتشار جيش الاحتلال في جنوب قطاع غزة، إن عناصر ميدانية من الوحدة 504، كانوا حاضرين أثناء عملية إعدام طاقم الإغاثة الإنسانية من الهلال الأحمر والدفاع المدني في رفح الشهر الماضي، وفقًا لما نقلت صحيفة الغارديان في تقرير لها يوم السبت.

وأشارت الغارديان إلى أن الوحدة 504 هي وحدة استخبارات عسكرية معروفة بالقسوة والسلوك المتهور، بما في ذلك التعذيب، وتعمل تحت قيادة لواء يقوده جنرال إسرائيلي سيئ السمعة، سبق أن اتهمه بعض جنوده بـ”احتقار الحياة البشرية”.

وأوضح تقرير الغارديان، أنه خلال الهجوم على الطاقم الإنساني في رفح كانت قوات غولاني تعمل تحت قيادة اللواء 14 المدرع الاحتياطي، وهو جزءٌ من فرقة يقودها العميد يهودا فاخ، الذي يقول ضباط سابقون إنه حدد ”منطقة قتل“ غير رسمية في أماكن أخرى من القطاع، مما أدى إلى قتل مدنيين فلسطينيين بشكل تعسفي. ويقول فاتش للجنود إنه “لا يوجد أبرياء في غزة” وفقًا لتحقيق أجرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.

وبيَّن التقرير أن جنود غولاني اتُّهِمُوا في السابق بارتكاب جرائم حرب في الصراع، بما في ذلك قتل المدنيين، والمعاملة المهينة للجثث، والتدمير غير الضروري للبنية التحتية المدنية، والتحريض على الإبادة الجماعية.

وبعد عملية السابع من أكتوبر، كتب أحد أفراد الكتيبة 51 التابعة للواء غولاني أغنية أصبحت “نشيدًا غير رسمي” للعديد من الجنود. وتقول الأغنية: “على ما فعلتموه بأمة إسرائيل، جولاني قادم بالبنزين… غزة ستحترق”.

ويعرض الفيديو الموسيقي المصاحب للأغنية لقطات من عمليات غولاني في غزة حيث يمكن رؤية شعار اللواء الأصفر والأخضر بوضوح.

وتوضح الغارديان في تقريرها، أنه تجميع الادعاءات ضد قوات غولاني من لقطات فيديو وصور على وسائل التواصل الاجتماعي نشرها الجنود أنفسهم، وقد تم الاستشهاد بهذه الصور والفيديوهات في ملفات قانونية من قبل مؤسسة هند رجب، وهي مؤسسة غير ربحية تهدف إلى محاسبة أفراد الجيش الإسرائيلي على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وتقول الغارديان إن رواية وجود الوحدة 504 في موقع مجزرة الفريق الإنساني يدعمها الناجي الوحيد من المجزرة، المتطوع في الهلال الأحمر منذر عابد، إضافة إلى صور وفيديو رسمي لعمليات الجيش الإسرائيلي الأخيرة في رفح.

وقد أجرت الوحدة آلاف الاستجوابات للأسرى من غزة خلال الحرب، وتختلف الوحدة عن غيرها من أجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في أن جنودها هم قوات مقاتلة تعمل على مستوى كتيبة وتتحدث العربية بطلاقة.

ووفقًا للمسعف عابد، وهو متطوع في خدمة الإسعاف يبلغ من العمر 27 عامًا، فإن الجنود الذين وصفهم بأنهم يشبهون ”القوات الخاصة… مسلحين ببنادق وأسلحة ليزر خضراء ونظارات رؤية ليلية“ قاموا بسحبه من سيارة الإسعاف بعد أن تم إطلاق النار عليها بشكل متواصل لمدة خمس دقائق، مما أدى إلى استشهاد السائق والمسعف الذي كان يستقلها.

وأكدت الغارديان أن مواصفات الزي الرسمي التي ذكرها عابد تتطابق مع زيّ عناصر ”جولاني“ أو عناصر الوحدة 504 الميدانية. وقال عابد إنه تم تجريده بعد ذلك من ملابسه الداخلية مع تقييد يديه خلف ظهره وتهديده وخنقه وضربه خلال عدة ساعات من الاستجواب.

وفي الأسبوع الماضي، تراجع الجيش الإسرائيلي عن مزاعمه حول مجزرة الطاقم الإنساني بعد ظهور لقطات مصورة تناقض ادعاءاته بأن سيارات الهلال الأحمر لم تكن تحمل علامات على أنها سيارات طوارئ ولم تكن تستخدم المصابيح الأمامية أو الأضواء الوامضة عندما فتحت القوات النار.

وادعى جيش الاحتلال أن ستَّة إلى تسعة من المسعفين كانوا على صلة بحماس. غير أن الغارديان أكدت أن الجيش لم يقدم أي أدلة حول هذا الادعاء، مشيرة إلى أن ثمانية من الضحايا هم من موظفي الهلال الأحمر وستة من أفراد وكالة الدفاع المدني في غزة، وموظف واحد من وكالة “الاونروا”، وجميعهم لم يكونوا مسلحين.

وعلى مدار 18 شهرًا من الحرب قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي المئات من العاملين في المجال الطبي وموظفي وكالات الإغاثة ومنظمات الأمم المتحدة في غزة. وفي نيسان/إبريل من العام الماضي، قُتل سبعة من العاملين في منظمة ”وورلد سنترال كيتشن“ الخيرية في هجوم إسرائيلي متواصل على مركباتهم التي تحمل علامات واضحة.

ولطالما اتهمت منظمات حقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي بانتهاج الإفلات من العقاب، حيث لم يمثل أمام العدالة سوى عدد قليل من الجنود. ففي عام 2023، انتهت أقل من 1 في المئة من الشكاوى المقدمة ضد تصرفات جنود الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة بإدانة، وفقًا لأحدث تقرير سنوي لوزارة الخارجية الأميركية حول حقوق الإنسان.

65
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *