الكابينت يصادق على شق شبكة طرق لضم مستوطنة “معاليه أدوميم” إلى القدس

صادق الكابينت يوم أمس السبت على شق شبكة طرق في محيط مستوطنة “معاليه أدوميم”، تشمل نفقًا بين بلدتي العيزرية والزعيِّم، بهدف ضم مستوطنة “معاليه أدوميم” إلى بلدية الاحتلال في القدس.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الطريق الجديد قد يتيح للفلسطينيين حركة مرور مستمرة ، لكن من خلال حواجز عسكرية، وبعد تحويل حركة المركبات الفلسطينية بعيدًا عن الطرق التي تربط القدس بمستوطنة “معاليه أدوميم”.

وأوضحت المصادر، أن المشروع يخلي هذه المنطقة من الوجود الفلسطيني، ويحدُّ من إمكانية تنقلهم سيرًا على الأقدام، ويقلّص وصولهم إلى أماكن مثل تجمع الخان الأحمر.

وفي تعليقه على القرار، قال رئيس بلدية مستوطنة “معاليه أدوميم”، إن المصادقة على هذا المشروع هي خطوة سياسية تاريخية، وجاءت نتيجة نضال طويل، مضيفًا أن المشروع سيؤدي “لتعزيز أمن سكان معاليه أدوميم والمناطق المحيطة، وتقليل الازدحام المروري بشكل كبير”.

وأكد أن الكابينت صادق على تخصيص 303 ملايين شيكل لتنفيذ المشروع، الذي يربط العيزرية والزعيِّم عبر نفق تحت الأرض، مما سيمكن الفلسطينيين من التنقل بين شمال الضفة وجنوبها دون استخدام الطرق الإسرائيلية، خلافًا للوضع الحالي.

وقال الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أنس أبو عرقوب، إن شبكة الطرق هذه ليست مجرد تطوير للبنية التحتية، بل هي خطوة استراتيجية في إطار مخطط إسرائيلي أوسع يهدف إلى تعزيز التواصل الجغرافي بين مستوطنة “معاليه أدوميم” ومدينة القدس، وفي المقابل، تكريس عزل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني في الضفة الغربية.

وبيَّن أنس أبو عرقوب، أن هذا المخطط تسعى له إسرائيل منذ عقود، وهو يهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض من خلال قطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها، وتحويل حركة الفلسطينيين إلى طرق بديلة طويلة وصعبة، بينما يتم تخصيص الشوارع الأساسية للمستوطنين.

وأشار أبو عرقوب إلى أن شق النفق جاء استجابة لضغوط بلدية مستوطنة “معاليه أدوميم”، التي تضغط منذ سنوات لإبعاد حركة الفلسطينيين عن المنطقة المحيطة بها، والفصل التام بينهم وبين المستوطنين.

وأكد، أن هذا الإجراء يندرج ضمن سياسة إسرائيلية أوسع تسعى إلى تسهيل البناء الاستيطاني في المنطقة E1، التي تُعدُّ من أخطر مشاريع الاستيطان، كونها تقطع أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا، وقد واجهت لسنوات ضغطًا أميركيًا لمنع تمريرها، بينما يراهن الإسرائيليون في الوقت الحالي على قبول هذه الخطة من إدارة ترامب.

216
التعليقات مغلقة