المحرِّر المبعد مخلوف.. 23 عامًا قهّرها بحصد الشهادات العلمية

 

لم تكن لحظات الأسر الأولى هينة على شاب في مقتبل العمر، فهو الذي فقّد حريته وأصبح حبيس زنزانة لا يتجاوز عرضها متر مربع واحد داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

لكن بالعزيمة والإرادة، استطاع التغلب على كل قوانين الحياة والأسر، معلنًا ميلاد عزيمة تتحدى قيد السجان وتُبصر النور من عتمة القضبان، ليُحقق ما يتمناه وينال الشهادات العلمية.

الأسير المحرر المبعد إلى مصر باسل مخلوف، يصف لحظات السجن بـ”الجحيم الذي يبتلع عمر السجين، ويهدر حياته دون رأفةٍ بشبابه”.

عزيمة لا تلين

يقول مخلوف: “عندما اعتقلت وأنا في مقتبل العمر، لم يكن لدي دراية بحياة الأسر، كنت مشوش العقل لا أدري ما يجب أن أفعله لئلا يكسر السجان إرادتي، إلا أنني استطعت بمساعدة الأسرى القدامى تجاوز هذه المحنة والتأقلم على تلك الحياة التي فُرضت عليّ”.

ويضيف “أخذتُ على عاتقي استغلال سنوات الأسر في زيادة حصيلتي المعرفية، فكان حصد شهادة الثانوية العامة أولى عتبات المراحل الدراسية التي نُلتها في زنزانتي”.

ويتابع “بعدها حصلت على شهادة الدبلوم، ومن ثم البكالوريوس والماجستير في تخصص الخدمة الاجتماعية، عدا عن رغبتي بالحصول على شهادة البكالوريوس بالتاريخ وكان ذلك”.

مخلوف عزم التغلب على قيده، وانخرط في ممارسة الرياضة، وحصد الشهادات التدريبية والدراسية من مراكز ومعاهد عدة.

وأفرجت سلطات الاحتلال عن مخلوف ضمن الدفعة الثانية من المرحلة الأولى لصفقة” طوفان الأقصى” لتبادل الأسرى بعد 23 عامًا من الاعتقال.

فرحة منقوصة

وعن فرحة الإفراج، يقول: “شعور لا يوصف، لكنه يبقى منقوصًا مع قرار الإبعاد عن الأهل والأبناء، ومنع الاحتلال لهم بالسفر”.

“كنت أحلم بتلك اللحظات التي التقي فيها زوجتي وأبنائي، أخطط في مخيلتي كيف لي أن أعوضهم حرمان سنوات الأسر، إلا أن الاحتلال ما يفتأ حتى يذيب أي فرحة قد تتسلل لقلب الفلسطينيين، فعمل على منعهم من السفر للقائي”.

ويشير إلى أنه كان حريصًا على مساندة زوجته والبقاء على تواصل معها في كل تفاصيل حياتها، فهي تقوم بدور الأم والأب في غيابي عنها،

ويضيف “صحيح أننا لم نفقد الأمل بالحرية، لكن السابع من أكتوبر أنعش تلك الآمال وبدد حكم المؤبد الذي أقره الاحتلال على الأسرى محاولًا تغييب حياتهم بين أسوار سجونه وايحائهم بأنه من يصنع الحياة لهم وينفيها عنهم”.

والمحرر مخلوف من سكان قرية صيدا قضاء طولكرم، اُعتقل في العام 2002، أثناء اجتياح الاحتلال للبلدة ومحاصرته ورفيقه الأسير المحرر جاسر رداد وزميلهما الثالث أنور عبد الغني، الذي اُستشهد أثناء الاشتباك، ما أسفر عن مقتل قائد وحدة “الدوفدوفان” بالجيش.

وأصدرت محكمة الاحتلال حكمًا بالسجن المؤبد مدى الحياة مضافًا إليها 50 عامًا، على الأسيرين مخلوف ورداد، وجرى الإفراج عنهما ضمن صفقة التبادل.

غزة- مدلين خلة - وكالات
42
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *