“بأمّ عيني”.. شهادة بصرية لتاريخ الفلسطينيين بين الماضي والحاضر

أعلن المتحف الفلسطيني افتتاح معرض “بأمّ عيني”، الذي يضم مجموعة صور فوتوغرافية التقطتها المصوّرة الفرنسية جوس دراي، موثقة من خلالها لحظات من حياة الفلسطينيين في الأرض المحتلة ومخيمات اللجوء، بدءًا من الانتفاضة الأولى وحتى مرحلة أوسلو والانتفاضة الثانية.

يعدّ المعرض بمثابة أرشيف حيّ لعلاقة متداخلة بين الماضي والحاضر، ويهدف إلى تقديم شهادة بصرية متداخلة بين الماضي والحاضر، تكشف عن تفاصيل الحياة الفلسطينية بين المقاومة والمعاناة والطقوس اليومية، ومنها طقوس للحياة والموت والانتظار، ويضعنا -وفق القائمين عليه- أمام مشاهد قديمة جديدة، بلا تسلسل زمني أو خطّ روائي ناظم، لنقرأها كيفما نشاء، ومن أين نشاء، ولنفتح باب السؤال حول أيّ المنعطفات القادمة سيحملنا إلى الحريّة.

بدورها، قالت المصوّرة الصحفيّة جوس دراي: “التقطت هذه الصور على مدار سنوات، في القرى والمدن والمخيّمات، وفي مخيّمات اللاجئين في لبنان وسوريا، وأعتقد أنّها تتيح فرصة لفهم حقيقة الشعب الفلسطيني، وهذا فقط إذا أراد العالم أن يرى الصور، لكنّ المشكلة تكمن في أنّ لا أحد يريد رؤيتها، كما لا يريدون رؤية الشعب الفلسطيني”.

وأضافت دراي: “من خلال هذه الصور، نرى كيف عاش الناس رغم كلّ شيء، يصنعون خبزهم، ويتظاهرون، ويدفنون موتاهم ويذهبون إلى المقابر، وهي ليست مجرّد توثيق، ولا يمكن تقديمها من دون ذكر الأماكن، أو من دون ذكر فلسطين، إنّها بمثابة سرديّة تاريخيّة لأناس وشعب على أرضه، أو في المنفى، لكنّه لا يزال يشير دائمًا إلى أرضه”.

من ناحيتها، أشارت قيّمة المعرض، مرح خليفة، إلى أن المعرض يسعى لتوثيق ما تعرض له الشعب الفلسطيني من محو وتشويه عبر العقود، مشددة على أن فلسطين ليست مجرد مأساة، بل نسج من حكايات فردية وجماعية تُلهم وتُعبر عن صمود متواصل.

يأتي المعرض في وقت يشهد العالم فيه صراعًا على الحقيقة عبر ملايين الصور والمقاطع من غزة، بينما يستحضر الماضي في قصص الحاضر المريرة والمحفوظة في الذاكرة الجمعية الفلسطينية.

يُذكر أنّ المتحف الفلسطيني جمعيّة غير حكوميّة ثقافيّة مستقلّة، مكرّسة لتعزيز ثقافة فلسطينيّة منفتحة وحيويّة على المستويَين المحلّي والدولي. يقدّم المتحف ويساهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظور جديد، كما يوفّر بيئة حاضنة للمشاريع الإبداعيّة والبرامج التعليميّة والأبحاث المبتكرة، وهو أحد أهم المشاريع الثقافيّة المعاصرة في فلسطين.

38
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *