كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن جمهورية التشيك تعتزم الإعلان رسميًا عن نقل سفارتها في “إسرائيل” من “تل أبيب” إلى القدس، وذلك بعد أن أبلغ مسؤول تشيكي رفيع المستوى نظيره الإسرائيلي، خلال لقاء جمعهما مؤخرًا، أن حكومة بلاده اتخذت قرارًا نهائيًا بهذا الشأن، وأن تنفيذ الخطوة بات وشيكًا.
وبحسب ما نقلته الصحيفة، فإن هذا التحول في الموقف التشيكي يأتي استجابة لطلب مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كان قد بادر عام 2018 إلى نقل السفارة الأميركية إلى القدس؛ وهي خطوة شكّلت سابقة دبلوماسية بارزة، سعت “إسرائيل” لاحقًا إلى تعميمها دون أن تنجح في إقناع أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي بالسير على نهجها.
وتؤكد “يديعوت أحرونوت” أن جمهورية التشيك ستكون، على ما يبدو، أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تُقدم على مثل هذه الخطوة، ما يُنذر بتغيّر محتمل في المعادلة السياسية الأوروبية حيال ملف القدس. وتصف الصحيفة هذه الخطوة بأنها دراماتيكية وتحمل رمزية سياسية كبرى، خاصة أنها تصدر عن دولة أوروبية تُعتبر من أقرب الحلفاء لإسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن جمهورية التشيك كانت قد بدأت، منذ عام 2018، بإجراءات تدريجية تجاه تعزيز وجودها الدبلوماسي في القدس؛ حيث افتتحت مكاتب خاصة بالشؤون الثقافية والاقتصادية، ثم وسّعت هذا التمثيل بإضافة قسم قنصلي، ما اعتُبر تمهيدًا لتحويل هذه المكاتب إلى سفارة رسمية.
ووفقًا لما نشرته “يديعوت أحرونوت”، فإن براغ تُعد من أكثر العواصم الأوروبية دعمًا لإسرائيل، خصوصًا بعد هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول ؛ إذ وقفت إلى جانب تل أبيب في المحافل الأوروبية، وتعاونت مع المجر في تعطيل مبادرات داخل الاتحاد الأوروبي اعتُبرت مناوئة لإسرائيل، مستفيدة من أن القرارات الأمنية والخارجية الأوروبية تتطلب إجماع الدول الأعضاء، وعددها 27 دولة.
وتضيف الصحيفة أن المجر، من جهتها، أعربت هي الأخرى عن استعدادها المبدئي لنقل سفارتها إلى القدس، لكنها تحرص على عدم أن تكون أول دولة في الاتحاد الأوروبي تتخذ خطوة بهذا الحجم.
وبحسب ما جاء في تقرير الصحيفة، فإن “إسرائيل” تأمل أن تشكل الخطوة التشيكية دافعًا للمجر كي تحذو حذوها لاحقًا، بعد أن زالت عنها صفة “الدولة المبادِرة” الأولى.
وأوضحت “يديعوت أحرونوت” أن هذه المسألة كانت محورًا رئيسيًا خلال زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى بودابست، حيث ناقشها بشكل مباشر مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ونقل له رسائل واضحة مفادها أن إسرائيل تنتظر أن تُقدم المجر على اتخاذ موقف مماثل بمجرد أن تفتح جمهورية التشيك هذا الباب.
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن هناك ست دول تحتفظ حاليًا بسفاراتها في القدس، وهي: الولايات المتحدة، وغواتيمالا، وكوسوفو، وهندوراس، وبابوا غينيا الجديدة، وباراغواي.
كما نقلت عن مصادر إسرائيلية أن فيجي أعلنت في شباط/ فبراير الماضي نيتها افتتاح سفارة في المدينة، بينما يُرتقب صدور إعلان رسمي من الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال الفترة المقبلة بنقل سفارة بلاده إلى القدس قبل نهاية العام الجاري.