صحيفة: الاحتلال يدفع باتجاه التهجير ويرفض مقترحات وقف العدوان

تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى فرض تهجير قسري على سكان جنوب قطاع غزة، عبر تكثيف القصف على رفح والمناطق المحاذية للحدود مع مصر، في وقت رفضت فيه حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة جميع مقترحات التهدئة التي تقدّمت بها القاهرة مؤخرًا، بما في ذلك مبادرة لوقف إطلاق النار وافقت عليها حركة حماس وتهدئة خلال أيام العيد، وفقًا لما نقلته صحيفة “العربي الجديد” عن مصادر مصرية مطلعة.

وبحسب المصادر، إن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في رفح يهدف إلى خلق موجة نزوح قسرية نحو الحدود المصرية، في محاولة لإحراج القاهرة وإجبارها على فتح الحدود لاستقبال النازحين تحت وطأة الكارثة الإنسانية المتفاقمة.

ولفتت إلى أن القصف يستهدف بشكل متكرر المناطق المتاخمة للشريط الحدودي، كما حدث في تل السلطان، بهدف ممارسة ضغط ميداني مباشر على مصر، التي أكدت مرارا على رفضها القاطع للانخراط في أي سيناريو تهجير.

وتأتي هذه التحركات، بحسب المصادر، بعد رفض القاهرة مرارًا المقترحات الأميركية والإسرائيلية التي دعت إلى استقبال لاجئين فلسطينيين داخل الأراضي المصرية، وهو ما تعتبره مصر “خطًا أحمر” تمسّكت به رغم الضغوط المتصاعدة.

وذكرت المصادر أن حكومة الاحتلال أبلغت رسميًا الجانب المصري رفضها للمقترح المصري الأخير لوقف إطلاق النار، على الرغم من موافقة حماس عليه، مشيرة إلى أن كل المبادرات التي قدمتها القاهرة خلال الأيام الأخيرة أُسقطت بالكامل.

وأوضحت أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لم تُبدِ استعدادًا لتقديم أي ضمانات تلزم حكومة نتنياهو بوقف العدوان أو التفاعل مع مبادرات الوساطة.

كما أشارت إلى أن أحدث المبادرات التي رفضها الاحتلال كانت مقترحًا بهدنة إنسانية محدودة خلال أيام عيد الفطر، والذي لم يحظَ كذلك بأي تجاوب من المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف. وأكدت أن إسرائيل تتجه إلى زيادة الضغط الميداني على حماس، في محاولة لإجبارها على القبول بالشروط الأميركية الإسرائيلية.

وأفاد التقرير بأن إسرائيل تطرح شروطًا “تعجيزية”، أبرزها إخراج قيادات الصف الأول من غزة ونزع سلاح الحركة بالكامل.

وبحسب قيادي في حركة حماس، فإن الاحتلال عرض خلال الأشهر الماضية قائمة تضم نحو 3000 اسم من قادة وأعضاء حماس وكتائب القسام، وطالب بإبعادهم عن القطاع.

ولفت إلى أن الحديث عن القائمة ذاتها التي عرضتها تل أبيب مؤخرًا على الأردن ضمن مبادرة لوقف الحرب. وأضاف أن إسرائيل فشلت حتى الآن في تمرير هذا الشرط عبر المفاوضات، لكنها تواصل استخدام التصعيد العسكري كوسيلة لفرضه كأمر واقع.

في أعقاب تظاهرات شهدتها منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة ضد الحرب، وجّه وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، رسالة تهديد مباشرة إلى سكان القطاع، قائلاً: “قريبًا سيتحرك الجيش الإسرائيلي بقوة في مناطق إضافية من غزة، وستُطلب منكم إخلاؤها، وستفقدون المزيد من الأراضي”.

256
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *