ركّز جيش الاحتلال الإسرائيليّ في غاراته المباغتة فجر الثلاثاء، على قيادات حكوميّة وأمنيّة وفصائليّة في قطاع غزة، معلنًا بذلك استئناف الحرب بعد نحو شهرين من الهدنة المؤقتة، وتعثّر المفاوضات في التوصّل لاتّفاق بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار الذي تملّص منه الاحتلال.
ونعت حركة “حماس”، قادة قتلوا خلال التصعيد الإسرائيلي للإبادة الجماعية في قطاع غزة فجر الثلاثاء، بينهم أعضاء مكتبها السياسي ياسر حرب ومحمد الجماصي وعصام الدعليس.
وقالت الحركة في بيان: “ننعى ثلة من القادة الشهداء الكبار، من رموز العمل الوطني في قطاع غزَّة، الذين ارتقوا إلى الله شهداء فجر اليوم، إثر قصف صهيوني همجي وغادر، استهدفهم وعائلاتهم بشكل مباشر ومتعمّد”.
وأضافت أنهم كانوا في خندق الصمود والثبات والرباط مع أبناء وعوائل قطاع غزَّة على مدار أكثر من 15 شهرًا، صنعوا فيها أروع صور العمل الدؤوب في خدمة شعبهم وتعزيز أمنه ولحمته الاجتماعية وصموده على أرضه، وتضميد جراحه، وتحقيق تطلعاته في وقف وإنهاء العدوان. وأكدت حماس أن جرائم الاغتيال التي ينفذها الاحتلال ضدَّ قيادات الحركة ورموز العمل الوطني وأبناء شعبنا لن تمكّنه من تحقيق أهدافه، ولن تكسر إرادة شعبنا”.
وفي حين أعلن المكتب الإعلامي عن استشهاد 4 من قيادات العمل الحكومي بغزة، رصد الترا فلسطين استهداف قيادات سياسية في حركة حماس، وأخرى ميدانية في كتائب القسام وفصائل المقاومة، وعائلاتهم.
وقالت وزارة الصحة إنّ 404 شهداء، وصلوا مستشفيات قطاع غزة منذ الفجر، إضافة لـ562 إصابة. وقالت مصادر محليّة إنّ 150 طفلًا بين الشهداء.
ونعى المكتب الإعلامي 4 شهداء من قيادات العمل الحكومي، وقال إنهم ارتقوا بعد استهدافهم من طائرات الاحتلال بشكل مباشر هم وعائلاتهم، وقد استشهدوا مع مئات الشهداء جراء الجرائم المتواصلة منذ فجر اليوم.
وجاء في بيان المكتب الإعلامي أنّ “هؤلاء القادة عملوا منذ بداية حرب الإبادة للتخفيف عن شعبهم، وأدوا أمانة المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وارتقوا بعد مسيرة حافلة ومليئة بالتّضحيات والمواقف المشرّفة، حيث كانوا مثالاً للإخلاص والتفاني في عملهم”.
وأضاف البيان أنّ “ارتقاء قيادات العمل الحكومي لن يثنينا عن أداء واجبنا الوطني تجاه شعبنا الفلسطيني، والاستمرار في واجبنا الديني ودورنا الأخلاقي والمهني لخدمتهم ودعم صمودهم وثباتهم في وجه العدوان الهمجي”.
أبرز القيادات الحكومية والفصائليّة، السياسيّة والأمنيّة الذين اغتالهم الاحتلال:
عصام الدعاليس، رئيس متابعة العمل الحكومي
ترأس المهندس عصام الدعاليس منذ حزيران/ يونيو 2021، لجنة متابعة العمل الحكومي في غزة. وقبل ذلك بعام، كان الدعليس المولود عام 1966، عضوًا في المكتب السياسي لحركة حماس، وسبق أن عمل مستشارًا لرئيس الوزراء الأسبق، الشهيد إسماعيل هنية، وكان قبل ذلك رئيس “قطاع التعليم في وكالة الغوث”، ونائب رئيس اتحاد الموظفين العرب.
وخلال عدوانيّ 2012 و2014 دمّر الاحتلال منزله لمرتين.
فجر الثلاثاء، نفّذ طيران الاحتلال الحربيّ غارة على منزل المهندس عصام الدعليس في مخيم النصيرات، فاستُشهد هو، وثلاثة من أبنائه، واثنين من أحفاده.
عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمد داود الجماصي، أبو عبيدة
محمد داود الجماصي، من مواليد مدينة غزة عام 1967، متزوج وله ستة أبناء. نال درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من الجامعة الإسلامية، ودرجة الماجستير في الدبلوماسية والعلاقات الدولية، عمل مهندسًا في عدة شركات بينها شركة الكهرباء، ووكالة (الأونروا).
اعتقله الاحتلال عام 1986، وعام 1988، وعام 1989، وحوَّله للتحقيق في سجن غزة المركزي لمدة ثلاثة شهور، وحكم عليه بأربع سنوات، ثمَّ اعتقله مجددا عام 1993، واعتقلته السلطة الفلسطينية عام 1995، قصف الاحتلال منزله في حرب العصف المأكول عام 2014، ودفعته الأونروا إلى تقديم استقالته من عمله فيها، لأن قوانينها لا تسمح بتوظيف المنخرطين في الشأن السياسي.
عمل مسؤولًا عن عدة مواقع في غزة، وشغل عضوية قيادتها السياسية ومكتبها السياسي، وتسلّم الملف القانوني وملف اللاجئين وملف القدس.
ياسر حرب، عضو المكتب السياسي لحركة حماس
واستشهد عضو المكتب السياسي لحركة حماس ياسر حرب، فجر اليوم إثر قصف إسرائيلي على منطقة جباليا شمال قطاع غزة.
وخلال الحرب قبيل سريان التهدئة، استُشهد خمسة من أبناء ياسر حرب أثناء مواجهاتهم قوات الاحتلال شمال القطاع.
اللواء/ محمود أبو وطفة، وكيل وزارة الداخلية
مع بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال كانون ثان/ يناير الماضي، فاجأ انتشار عناصر الشرطة وخروجهم المنسق للشوارع، الاحتلال الإسرائيلي. يومها، كان مدير عام قوى الأمن الداخلي في قطاع غزة اللواء محمود أبو وطفة، المسؤول عن مشهد الانتشار السريع بعد 470 يومًا من حرب الإبادة، وهذا ما قد يفسّر مسارعة الاحتلال الإسرائيلي لاستهدافه صباح اليوم.
تقول مصادر محليّة في غزة إن وكيل وزارة الداخلية والأمن الوطني، اللواء أبو وطفة (58 عامًا) ظلّ طيلة الحرب يتنقّل على دراجة هوائية، يدير عمل المنظومة الأمنية، ويتابع أدقّ التفاصيل.
وقالت وزارة الداخلية إنه كان له دور مشهود في التصدي لمخططات الاحتلال التي حاول من خلالها ضرب الجبهة الداخلية في قطاع غزة، وقدّم نموذجًا عظيمًا في شرف الخدمة، وتحمل المسؤولية في أصعب المحطات والظروف لخدمة أبناء شعبنا الفلسطيني.
المستشار/ أحمد الحتة، وكيل وزارة العدل
بحسب المعلومات المنشورة عنه، فإنّ أحمد عمر الحتة، حاصل على الماجستير في القانون، وشغل منصب عميد كلية الرباط الجامعية الشرطية في قطاع غزة.
ولاحقًا، عُيّن وكيلًا لوزارة العدل في غزة منذ ديسمبر/كانون الأول 2021، خلفا للمستشار محمد النحال.
اللواء/ بهجت أبو سلطان، مدير عام جهاز الامن الداخلي
ونعت حركة حماس الشهيد اللواء بهجت أبو سلطان (56 عامًا) المدير العام لجهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة، وقالت وزارة الداخلية إن كان له دور مشهود في التصدي لمخططات الاحتلال التي حاول من خلالها ضرب الجبهة الداخلية في قطاع غزة. وقدم نموذجًا في شرف الخدمة وتحمل المسؤولية في أصعب المحطات والظروف.
وأكدت أن استمرار جرائم الاحتلال واستهداف قادة وكوادر وزارة الداخلية لن تمنعها من القيام بواجبها مهما كانت التحديات. وأكدت أن الأجهزة الشرطية والأمنية والخدماتية تتابع الحالة الميدانية في كافة محافظات القطاع، وتتخذ الإجراءات المساندة للمواطنين في ظل الظروف الحالية.
ناجي أبو سيف الناطق العسكري باسم سرايا القدس (أبو حمزة)
ونعت حركة الجهاد الإسلامي، القيادي الشهيد ناجي أبو سيف (أبو حمزة)، الناطق باسم سرايا القدس، وقالت إن جيش الاحتلال اغتاله في استهداف غادر طال عائلته وعائلة أخيه.
وأضافت: “لقد عرف الإعلام الشهيد صوتًا من أصوات المقاومة، لا يخشى في الله لومة لائم، بليغًا في فصاحته، وجريئًا في مواقفه البطولية المعبّرة عن المقاومة، والمدافعة عن حقوق شعبنا، وما بدل تبديلًا”.
محمد محمود البطران قائد وحدة المدفعية في ألوية الناصر
كما نعت ألوية الناصر صلاح الدين محمد محمود البطران قائد وحدة المدفعية وعضو المجلس العسكري في لواء الوسطى، وأكدت استشهاده في غارة إسرائيلية على غزة.