كذَّب مصدرٌ أمنيٌ إسرائيليٌ، ووالدة أسير في غزة، مزاعم نتنياهو بأن “الضغط العسكري” على حماس هو الطريقة الوحيدة لاستعادة الأسرى، وذلك بينما كرَّر بنيامين نتنياهو في جلسة حكومته، اليوم الأحد، تصريحاته عن “سحق حماس”، بعدما رفض المقترح الذي وافقت عليه الحركة ونقله الوسطاء لإسرائيل.
وأفشل نتنياهو مقترحًا وافقت عليه حماس للعودة إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن مزيد من الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين، إذ تقدمت حكومته بمقترح مضاد تضمن زيادة عدد الأسرى الإسرائيليين المطلوب الإفراج عنهم واستبعاد وقف إطلاق النار.
وقالت القناة الـ12، إن إسرائيل تنتظر رد حماس على مقترحها الذي قدمته يوم أمس، ويطالب بالإفراج عن 10 أسرى أحياء و11 جثة محتجزة. وجاء المقترح الإسرائيلي في محاولة لإفشال المقترح الذي وافقت عليه حماس، وينص على الإفراج عن 5 أسرى أحياء من بينهم الأسير الأميركي عيدان ألكسندر، مقابل هدنة لـ50 يومًا، وبدء مفاوضات جدية حول وقف الحرب.
وسبق أن رفضت حركة حماس الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين، وأكدت أنها لن تقبل بأي صيغة لا تحتوي على ضمانات بوقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وهو ما لا يتضمنه المقترح الذي قدمته إسرائيل السبت.
وأضافت القناة الـ12، أن إسرائيل تهدد بزيادة الضغط العسكري إذا لم يقترب موقف حماس من الموقف الإسرائيلي.
وبحسب مسؤول إسرائيلي تحدث لصحيفة “هآرتس”، فإن المقترحات المطروحة لتبادل الأسرى جميعها تلتقي في بند الإفراج عن الجندي الأميركي ألكسندر، محذرًا من أن إطلاق سراحه ألكسندور سيزيل الضغط الأميركي عن نتنياهو، وسيُفقد دونالد ترامب اهتمامه بقضية الأسرى.
وكرَّر نتنياهو، في جلسة حكومته الأسبوعية اليوم، تصريحاته بأن الكابينت قرر “زيادة الضغوط على غزة لزيادة سحق حماس”، مضيفًا أن إسرائيل مستعدة للحديث عن المرحلة النهائية، وهي استسلام حماس وتسليم سلاحها.
وزعم نتنياهو أن “الضغط العسكري” هو الذي سيعيد الأسرى، “وليس الشعارات والادعاءات الفارغة التي أسمعها في استديوهات الأخبار”.
وقال: “نريد ضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة وتطبيق خطة ترامب لتهجير غزة”.
وتتزايد الاتهامات في إسرائيل لنتنياهو بالكذب حول فرص نجاح “الضغط العسكري” في استعادة الأسرى، إذ سارعت والدة أسير إسرائيلي للرد على تصريحات نتنياهو في جلسة الحكومة قائلة إن “النتائج تُثبت أنك تكذب”، مؤكدة أن نتنياهو يضحي بالأسرى لتعزيز سلطته، “وهذه جريمة سيحاسب عليها يومًا ما”.
ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن مصدر أمني تأكيده أن مزاعم حكومة نتنياهو بأن “الضغط العسكري” يُغير موقف حماس ليست صحيحة، مضيفًا أن “الضغط العسكري” يعرض حياة الأسرى “لخطر جسيم ومباشر” حسب قوله.
وأضاف، أن الشعور السائد لدى المؤسسة الأمنية أنه تم تعيين رون ديرمر رئيسًا لفريق “عدم التفاوض”. في إشارة إلى العلاقة الوثيقة بين ديرمر ونتنياهو، ودور ديرمر في تعطيل المفاوضات، وهو ما دفع عائلات الأسرى للتظاهر أمام منزله يوم أمس، واتهامه بإفشال المفاوضات.
وشدَّد المصدر الأمني أن الحرب على غزة لا تتصدر أولويات نتنياهو. بينما قال مصدرٌ سياسيٌ للصحيفة، إن نتنياهو يخشى أن يكون ثمن صفقة تبادل الأسرى انهيار ائتلافه الحاكم.
واتهمت عائلات الأسرى نتنياهو بـ”ذرِّ الردام في عيون الجمهور”، مؤكدة رفضها لأي اتفاق تبادل بمراحل، وإصرارها على عودة جميع الأسرى حتى آخر أسير.
وطالبت عائلات الأسرى “بإجابات” حول موعد التوصل إلى اتفاق يعيد جميع الأسرى. غير أن عميحاي شتاين، الصحفي في قناة “آي 24 نيوز” أكد أن مبدأ الصفقة الشاملة ليس مطروحًا على الطاولة في الوقت الحالي، مضيفًا أن هدف المفاوضات الحالية هو “إخراج من يمكن إخراجه الآن، وإذا توفرت فرصة للإفراج عن 5 أسرى فلا أعتقد أن أحدًا سيرفض”.