كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، يوم الثلاثاء، عن أوضاع صحية ومعيشية مأساوية يعيشها الأسرى داخل سجن “عوفر”، في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة المعتقل، والتي تفضي إلى تفاقم معاناة الأسرى وتهدد حياتهم.
وأفادت الهيئة، في تقرير صدر عقب زيارة محاميها، بوجود عدد من الحالات المرضية الصعبة، أبرزها حالة الأسير محمد ريان (24 عامًا) من بلدة بيت دقو في القدس ، والذي يعاني من آلام حادة في العظام، إثر حادث تعرض له قبل اعتقاله بثلاثة أشهر، أدى إلى فقدان كامل ليده اليمنى وأصابع اليد اليسرى. ورغم حاجته الماسة إلى رعاية خاصة ومسكنات ومضادات حيوية، إضافة إلى وسائل تدفئة نظرًا لحالته، إلا أن إدارة السجن تمتنع عن تقديم أي علاج له، كما يعاني من نقص حاد في الوزن بسبب سوء التغذية كمًا ونوعًا.
كما يعاني الأسير عبد الحفيظ غزاوي (25 عامًا) من مخيم قدورة في رام الله من مرض جلدي “سكابيوس”، ما يسبب له حكة شديدة وطفحًا جلديًا مؤلمًا يمنعه من النوم، في ظل غياب تام لأي رعاية طبية من قبل إدارة المعتقل.
وفي السياق ذاته، كشف التقرير عن تعرض الأسير فارس فاروق مرة (27 عامًا) من بيت دقو، والمعتقل منذ 4 أغسطس 2022، لاعتداء وحشي خلال اقتحام نفذته القوات داخل قسم 25، غرفة 22، الشهر الماضي. وقال الأسير للمحامي: “ألقت القوات قنابل الغاز قبل اقتحام القسم، وقيدونا أرضًا بطريقة عكسية، وانهالوا علينا بالضرب والشتائم، وجعلونا عراة”. وذكر أنه خضع للتحقيق والضرب بـ”الدبسات” رغم وجود بلاتين في قدمه.
وأكد مرة أن مرض السكابيوس منتشر في القسم، دون توفر علاج، في ظل حرمان الأسرى من مواد التنظيف والفُرُش ومعجون الأسنان. وأضاف أنه لم يرَ نفسه في المرآة منذ عام ونصف، ويعاني من نقص كبير في الوزن وإرهاق دائم.
كما كشف عن حالة الأسير محمد لطفي من سلواد، الذي تعرض لكسور في صدره نتيجة الاعتداء، ولا يزال عاجزًا عن الحركة، دون أن يتلقى أي علاج أو حتى كشف طبي.
أما الأسير أحمد سراج (32 عامًا) من سلواد، المعتقل منذ 7 يونيو 2024، فقد خضع لأول زيارة منذ اعتقاله، وقال إنه تعرض للضرب والإهانات مطلع الشهر الماضي، ويعاني من صعوبات في التنفس وآلام في الصدر يُرجح أنها نتيجة كسر، إضافة إلى مشاكل في القلب، في ظل حرمانه من العلاج، ومعاقبته إذا ما أبدى شكوى أو صوتًا.
وختمت الهيئة تقريرها بتأكيدها أن ما يجري داخل “عوفر” يمثل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الأسرى، داعية إلى تدخل عاجل من الجهات الحقوقية والإنسانية للضغط على الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات وتوفير الرعاية الطبية اللازمة للأسرى.