تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها المتصاعد على مدينة طولكرم ومخيميها، لليوم الـ73 على التوالي، ولليوم الـ60 على مخيم نور شمس، وسط اقتحامات واعتقالات وعمليات تخريب واسعة طالت الأحياء السكنية والمنشآت المدنية، وأسفرت عن نزوح آلاف المواطنين.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة فجر اليوم الأربعاء بمدرعتين من نوع “إيتان” وعدد من الآليات العسكرية من المدخل الجنوبي، وجابت الشوارع الرئيسية وصولًا إلى ضاحيتي شويكة وارتاح، قبل أن تنسحب لاحقًا.
وخلال الاقتحام، داهم جنود الاحتلال منزل عائلة الهشهش في شويكة، وفتشوه بشكل استفزازي، بينما تمركزت القوات في الحي الشرقي وشارع كراج نابلس القديم، ودوار السلام، حيث أغلقت الشوارع بعكس اتجاه السير، ومنعت حركة المركبات، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الصوت لترويع السكان.
كما انتشرت قوات الاحتلال في محيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت، تحديدًا قرب مخيم طولكرم وديوان عائلة عواد، وأوقفت شبانًا للتحقيق الميداني دون تسجيل حالات اعتقال.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان من مناطق متفرقة، وهم: محمد أبو زنط قرب شارع كراج نابلس القديم، وصهيب أبو ليفة من منزله في ضاحية كفا جنوبًا، وعمارة مرعي من حي الرشيد في ضاحية ذنابة شرقًا.
وشهدت ضاحية عزبة الطياح جنوب شرق المدينة اقتحامًا لمنزل المواطن عبد الحميد السودان ي، حيث تعرض لتفتيش وتخريب واسع. كما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات إلى مخيمي طولكرم ونور شمس، ونشرت فرق مشاة داخل الحارات، وسط مداهمات وتحويل منازل لثكنات عسكرية، وإطلاق الرصاص الحي وانفجارات متكررة.
وفي مخيم نور شمس، تمركز الاحتلال في منطقة جبل النصر، وداهم منازل المواطنين وسط إطلاق قنابل الصوت والانفجارات.
وتواصل قوات الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبانٍ في شارع نابلس والحي الشمالي، وتحويلها لثكنات عسكرية، مع تضييق حركة المواطنين وعرقلة تنقلاتهم، بإغلاق الشوارع بالسواتر الترابية.
كما نصبت حاجزًا طيارًا على جسر جبارة جنوب المدينة، وبوابة حديدية عند حاجز عناب شرقًا، ما أدى إلى عرقلة حركة المركبات القادمة من وإلى المدينة.
وأسفر العدوان المتواصل عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح أكثر من 4000 عائلة من المخيمين، وعائلات أخرى من الحي الشمالي.
كما تسبب الاحتلال بدمار شامل في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات، حيث دُمّر 396 منزلًا بشكل كامل و2573 جزئيًا، وأُغلقت مداخل المخيمات وأزقتها بالكامل، ضمن سياسة ممنهجة لتهجير السكان وتفريغ المنطقة.
وفي جنين، يواصل الاحتلال، عدوانه لليوم الـ 79على التوالي على مدينة جنين ومخيمها، وسط عمليات تجريف وإحراق منازل، وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية.
ويطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي بكثافة في مخيم جنين منذ صباح اليوم الأربعاء، علماً أن المخيم فارغ من المواطنين بعد إجبارهم على النزوح عن منازلهم، في وقت تواصل جرافات الاحتلال تجريف الشارع وتدمير البنية التحتية فيه.
وأصيب أمس الثلاثاء، شاب يبلغ من العمر (25 عاما) برصاص الاحتلال بالرأس في حي الهدف بعد اقتحام جنود الاحتلال للحي، وإطلاق النار بشكل عشوائي فيه.
كما فجرت قوات الاحتلال منزلاً وسط مخيم جنين، أمس الثلاثاء، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منه.
فيما يستمر الاحتلال دفع تعزيزات عسكرية ومدرعات إلى المدينة والمخيم، والجرافات الثقيلة، من حاجز الجلمة العسكري إلى محيط المخيم، ونشر قوة من الجنود المشاة في منطقة الغبز في محيط المخيم ومنطقة واد برقين، وشق الطرق وتوسيعها، وتغيير معالم المخيم، وهدم منازل المواطنين.
ويواصل جيش الاحتلال تدريباته العسكرية في محيط حاجز الجلمة العسكري شمال جنين، إذ يطلق الرصاص الحي من وقت إلى آخر في محيط مخيم جنين.
ويتفاقم الوضع الانساني لنحو 21 ألف نازح هجرهم الاحتلال قسراً من منازلهم في مخيم جنين، خاصة مع فقدانهم لمصادر دخلهم، وممتلكاتهم ومنعهم من العودة إليها.
وتشير التقديرات إلى أن 600 منزل دمر في المخيم، فيما أصبحت قرابة 3000 وحدة سكنية غير صالحة للسكن.
وبحسب المعطيات فإن الوضع الاقتصادي للنازحين البالغ عددهم 21 ألف يمثل واقعاً وتحدياً جديداً على الصعيد الانساني في جنين، ما زاد نسبة الفقر في جنين، خاصة مع فقدان النازحين لوظائفهم وأعمالهم.
ومنذ بداية العدوان استشهد 36 مواطنا في المحافظة، فيما يواصل الاحتلال شن حمالات مداهمة واعتقالات واسعه في قرى وبلدات المحافظة وبشكل شبه يومي.