فجّرت قوات الاحتلال، صباح اليوم الخميس، منزل الأسير محمد جودت قاسم شحرور، في الحي الشرقي بمدينة طولكرم، بعد أن حاصرت المنطقة فجرًا، وفرضت طوقًا مشددًا عليها، وأجبرت سكان المنازل المجاورة على إخلائها في ظل تعزيزات عسكرية مكثفة.
وكانت قوات الاحتلال أخطرت في شباط/ فبراير الماضي، عائلة المعتقل شحرور (28 عامًا)، بمصادرة وهدم شقته الكائنة في الطابق الأرضي ضمن عمارة سكنية تضم أربعة طوابق، علمًا أنه معتقل في 9 نيسان/أبريل 2024.
هذا وهدمت قوات الاحتلال، صباح اليوم الخميس، منزل المواطن إبراهيم محمود دروبي في قرية شوفة جنوب شرق طولكرم.
وذكرت مصادر محلية أن عملية الهدم تمت بشكل مفاجئ دون سابق إنذار، باستخدام جرافتين عسكريتين، وسط حماية مشددة من جيش الاحتلال الذي اقتحم المنطقة واعتلى أسطح المنازل المجاورة بعد مداهمتها.
وأفادت المصادر، بأن جيش الاحتلال أجبر المواطن دروبي على إخلاء منزله خلال فترة وجيزة، ولم يسمح له بإخراج محتويات المنزل قبل هدمه بالكامل.
وخلال عملية الهدم، نكّلت قوات الاحتلال بأصحاب المنزل والمواطنين الذين جاؤوا لمساندة صاحب المنزل، حيث أطلقت قنابل الصوت والغاز السام والأعيرة المطاطية تجاه كل من حاول الاقتراب من المنطقة.
كما احتجزت أشقاء المواطن إبراهيم دروبي واعتدت بالضرب عليهم وعلى والدهم، فيما أصيب أحدهم بعيار مطاطي.
وأشارت المصادر إلى أن المنزل المستهدف مبنيٌ منذ أكثر من خمس سنوات، ويتكون من طابق واحد في المنطقة الشمالية للقرية، وقد تلقى صاحبه إخطارًا بالهدم قبل نحو عامين.
يأتي هذا بينما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ 74 على التوالي، ولليوم الـ 61 على مخيم نور شمس، وسط تعزيزات عسكرية وتصعيد ميداني وتفجير لمنازل.
ويوم أمس، نسف جيش الاحتلال منزلًا في حارة المنشية على الأطراف الشرقية لمخيم نور شمس، فيما نفذت جرافات عسكرية عمليات تجريف واسعة في منطقة جبل النصر على الأطراف الغربية، في إطار استمرار عمليات التدمير وشق الطرق داخل المخيم لتسهيل عبور الآليات العسكرية.
إلى ذلك، قام جيش الاحتلال بإطلاق خنازير برية في محيط الأطراف الشمالية لمخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة هذه الخنازير بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان والأراضي الزراعية حيث اعتبر مراقبون الأمر شكلًا جديدًا للعدوان الإسرائيلي في مناطق شمال الضفة الغربية.
وفي مرات سابقة أدت هجمات الخنازير لإصابات في صفوف فلسطينيين وتسبب في حوادث سير وتدمير للمحاصيل الزراعية.
وفي مخيم طولكرم، منعت قوات راجلة إسرائيلية عشرات الفلسطينيين النازحين من الوصول إلى منازلهم داخل حارات المخيم؛ حيث أطلق الجنود قنابل صوتية والرصاص الحي في الهواء لتفريقهم، في حين يواصل الجيش التمركز داخل عدد كبير من المنازل التي حوّلها لثكنات عسكرية.
كما داهمت قوات الاحتلال، مساء أمس، أحد المقاهي المتواجدة في مدينة طولكرم، وقامت بالتحقيق مع عدد من الشبان المتواجدين بداخله، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
اقتحام مخيم بلاطة
من جهة أخرى، انسحب جيش الاحتلال، فجر اليوم الخميس، من مخيم بلاطة شرق نابلس بعد اقتحامٍ استمر لنحو 24 ساعة، تخلّله مداهمات واسعة للمنازل وتخريب محتوياتها، وإجبار عائلات على إخلاء منازلها، وعمليات تحقيق ميدانية، واعتقالات واسعة.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة 66 فلسطينيًا خلال مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال بالمخيم؛ حيث أصيب نحو 50 شابًا بالاختناق و14 آخرين بالرصاص، وآخرين تم الاعتداء عليهم بالضرب.
وكان جيش الاحتلال أعلن، أمس، شنّ عملية عسكرية واسعة في مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس؛ حيث دفع بثلاث كتائب من وحدات قتالية بهدف اعتقال “مطلوبين” حسبما صرّح مسؤولون أمنيون إسرائليون.
وشنّ جيش الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في مخيم بلاطة طالت احتجاز المئات واعتقال العشرات عقب إجراء تحقيقات ميدانية خلال مداهمات واسعة طالت معظم المنازل في الأطراف الجنوبية من المخيم، فيما أجبر جيش الاحتلال عددًا من العائلات على إخلاء منازلهما، وحوّلها إلى ثكنات عسكرية.
وفي سياق متصل اعتقل جيش الاحتلال، فجر اليوم، فلسطينيين من مدينة نابلس بينهم الصحفي سامر خويرة خلال حملة مداهمات طالت مخيم عسكر والبلدة القديمة وأحياء متفرقة من المدينة.