يتواصل العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة منذ 18 مارس/ آذار الماضي، عقب انهيار تهدئة هشة، استأنف بعدها الاحتلال حرب الإبادة والتهجير، ومنع المساعدات، وإغلاق المعابر، في امتداد لعدوانه المستمر منذ نحو 17 شهرًا.
وتشن طائرات الاحتلال يوميًا، صباحًا ومساءً، غارات تستهدف مناطق متفرقة من القطاع، تطال الأحياء السكنية ومراكز الإيواء وكل ما ينبض بالحياة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في تقريرها اليومي، بوصول 22 شهيدًا و69 إصابة إلى مستشفيات القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية، مشيرة إلى وجود ضحايا لا تزال جثامينهم تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف والاستهداف المباشر.
وارتفعت حصيلة الشهداء منذ استئناف العدوان في 18 مارس/ آذار إلى 1630 شهيدًا و4302 إصابة، بينما بلغ إجمالي عدد الشهداء في القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023 نحو 51 ألف شهيد، و116,343 إصابة.
وفي سياق المجازر المتواصلة، استشهد 13 مواطنًا وأصيب نحو 20 آخرين، فجر وصباح اليوم الأربعاء، في قصفين منفصلين استهدفا منزلين في حي التفاح شرقي مدينة غزة وجباليا النزلة شمال القطاع.
وذكرت مصادر محلية أن عشرة شهداء، بينهم الصحفية فاطمة حسونة، ارتقوا وأُصيب 13 آخرون في استهداف منزل لعائلة حسونة في حي التفاح، بينما استُشهد ثلاثة آخرون وأُصيب آخرون في قصف استهدف منزلًا لعائلة الهسّي قرب مسجد حمزة في جباليا.
وفي تطورات أخرى، استهدفت طائرات الاحتلال منزلًا قرب مستشفى ناصر في خانيونس، ما أسفر عن استشهاد طفلة وإصابة عدد من المدنيين، فيما استُشهد مسنّان، جبر عطوة (85 عامًا) وهدى عطوة (84 عامًا)، في قصف استهدف شقة لعائلة الرملاوي قرب السرايا وسط غزة.
كما استُشهد اثنان وأصيب آخرون في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين من عائلة ريان في ملعب اليرموك وسط المدينة، فيما استشهد شاب من عائلة المحتسب بقصف من طائرة مسيرة قرب فندق الأمل غرب غزة.
وفي دير البلح، استُشهد الشاب علاء ثابت في قصف استهدف سطح منزله قرب مستشفى شهداء الأقصى، بينما شنت طائرات الاحتلال غارتين على المنطقة، إحداهما على أرض خلف مسجد بركة، والأخرى على مبنى مدني قرب المستشفى ذاته.
وشهد حي الشيخ رضوان غرب غزة غارات طالت منزلًا ومركبة مدنية، ما أسفر عن وقوع إصابات، كما طال القصف المدفعي مناطق في عبسان الكبيرة شرق خانيونس، فيما تعرضت مناطق شمال رفح وحي الشعف وحي التفاح لغارات عنيفة فجر اليوم.
وتأتي هذه المجازر في ظل استمرار الاحتلال في ارتكاب جرائم ضد المدنيين العزل، وسط صمت دولي وعجز إنساني عن وقف هذه الانتهاكات.
على الصعيد الصحي، تواجه المستشفيات في غزة أزمة كارثية نتيجة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يعوق التدخلات الطارئة للجرحى، وسط استمرار منع الاحتلال إدخال الإمدادات الطبية. وزارة الصحة حذرت في بيان من تفاقم الأزمة، حيث يواجه مرضى السرطان والفشل الكلوي خطر الموت بسبب انعدام العلاج.
وسياسيًا، أكدت حركة حماس أن أي اتفاق يجري التفاوض بشأنه حاليًا، يجب أن يضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحاب الاحتلال، وإعادة الإعمار. وصرح قيادي في الحركة للعربي الجديد أن المقترح الإسرائيلي، الذي يتضمن نزع سلاح المقاومة دون إنهاء الحرب، مرفوض بالكامل.
ميدانيًا، أعلنت سرايا القدس عن تفجير عبوة “ثاقب” في دبابة إسرائيلية شرق الشجاعية، فيما استمرت الغارات الجوية على جباليا البلد والزوايدة وسط القطاع.