أظهر تحقيق لوكالة رويترز، نُشر يوم الخميس، أن واحدة من كل 10 قنابل إلى 20 قنبلة ألقاها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة لم تنفجر، وقد أسفرت هذه الذخائر غير المنفجرة عن استشهاد 23 شخصًا على الأقل، وإصابة 162 آخرين، خلال حرب الإبادة المستمرة.
وأشارت رويترز إلى أن إسرائيل أعاقت الجهود الدولية للمساعدة في إزالة القنابل، من خلال تقييد الواردات إلى قطاع غزة من المعدات والأدوات الضرورية لإزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة، بزعم أنه يمكن أن يكون لها استخدام عسكري.
ونقلت رويترز عن منظمتين لإزالة الألغام أن إسرائيل رفضت بين شهري آذار/مارس وتموز/يوليو من العام الماضي طلبات استيراد لأكثر من 20 نوعًا من معدات إزالة الألغام، وهي تشمل 2000 صنف من المناظير إلى العربات المدرعة إلى كابلات إطلاق النار للتفجير.
وبموجب اتفاقية لاهاي لعام 1907، فإن إسرائيل ملزمة كقوة احتلال بإزالة أو المساعدة في إزالة مخلفات الحرب التي تعرض حياة المدنيين للخطر، حسبما قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقال سبعة خبراء أسلحة شاركوا في المناقشات التي نسقتها الأمم المتحدة بشأن جهود تطهير غزة من الألغام، إن من السابق لأوانه تقدير عدد الذخائر غير المنفجرة في غزة، لأنه لم يجر أي مسح.
وقالت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، إن فرقها المعنية بالتخلص من الألغام رصدت مئات القطع من الذخائر الحربية على السطح، بما في ذلك قنابل الطائرات وقذائف الهاون والصواريخ والأجهزة المتفجرة المرتجلة. وتتوقع أن العديد منها قد تكون مخبأة إما تحت الأنقاض أو تحت الأرض على شكل ”قنابل مدفونة في أعماق الأرض“.
وقالت وكالة رويترز إنها عثرت على قنبلة يزيد طولها عن متر على كومة قمامة في مدينة غزة، وتحدثت إلى رجل في النصيرات قال إنه اضطر للعيش في مخيم للاجئين لأن السلطات لم تتمكن من إزالة قنبلة وجدها في منزله، كما التقت آخرين ما زالوا يعيشون في مبنى في خان يونس رغم أن قنبلة لم تنفجر تحته مدفونة في الرمال.
ويُقدِّر منتدى لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية يسمى ”مجموعة الحماية“ في وثيقة نشرت في كانون الأول/ديسمبر 2024 أن إزالة القنابل قد يستغرق 10 سنوات، بتكلفة قد تصل إلى 500 مليون دولار.
وقال غريغ كراوثر، مدير البرامج في المجموعة الاستشارية للألغام: ”إن الدمار في غزة يشبه زلزالاً هائلاً وفي وسطه بضعة آلاف من القنابل التي تزيد من صعوبة الأمر“. وأضاف: ”لديك عملية طويلة للغاية لإعادة البناء، ومن ثم فإن هذه العناصر تعني أن الأمر سيستغرق وقتًا أطول“.
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، إن 31 من أفراد قسم الهندسة في الشرطة الذين يتعاملون مع إزالة الأسلحة استشهدوا وأصيب 22 آخرون منذ الحرب، وبعضهم ارتقوا أثناء تفكيك القنابل.
وتحتاج أي فرقة أو منظمة لإزالة الألغام إلى موافقة إسرائيل على إدخال الخبراء والمركبات المدرعة ومعدات حفر الأنفاق لاستخراج القنابل المدفونة. وفي الوقت الراهن، يقول القائمون على إزالة الألغام إنهم لا يستطيعون سوى وضع علامات على الذخائر والسعي لتجنب الحوادث، خاصة تلك التي يتعرض لها الأطفال.