جماعات إسرائيلية متطرفة تنشر فيديو تحريضيا لتفجير المسجد الأقصى

منذ إحراقه قبل 55 عاما وحتى يومنا هذا، تتوالى الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، ويتضاعف الخطر عليه، مع تحوّل استهدافه وتهويده من أجندة هامشية لجماعات استيطانية متطرفة محدودة العدد والتأثير، ليصبح هدفا مركزيا للحكومة الإسرائيلية، مع انتقال المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف بشكل متزايد.

ولم يبقَ هذا التحوّل حبيس الكواليس، بل تُرجم سياسيا بوصول شخصيات متطرفة إلى سُدّة الحكم، أبرزهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والوزير إيتمار بن غفير الذي تولّى حقيبة “الأمن القومي” ويُعدّ أحد أقرب السياسيين إلى تلك الجماعات المتطرفة.

وفي مشهد غير مسبوق منذ احتلال القدس عام 1967، يشهد المسجد الأقصى موجة متصاعدة من الاقتحامات الاستفزازية، والتي تجاوزت حدود العبث إلى محاولة فرض أمر واقع جديد.

وخلال هذا الأسبوع، اقتحم نحو 7 آلاف مستوطن ساحات الحرم القدسي، في مشهد يعكس تحوّلا خطيرا في مسار الصراع.

ولم يتوقف الأمر عند الاقتحامات، بل انتقل إلى حرب نفسية وتحريضية جديدة تقودها الجمعيات الاستعمارية وغلاة المتطرفين، من خلال نشرها عبر منصاتها مقطع فيديو مُنتجا بتقنية الذكاء الاصطناعي، يُظهر مشهدا صادما لتفجير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، تحت عنوان “العام القادم في القدس”.

وقد أثار هذا الفيديو غضبا واسعا بين نشطاء فلسطينيين وعرب، وسط إدانات عربية ودولية. وقد وصفه الناشط خالد صافي بأنه محاولة مكشوفة لتشجيع المتطرفين على تنفيذ حلم طالما سعوا إليه، داعيا المسلمين إلى الوعي بالخطر المحدق بأولى القبلتين.

ومن جانبه أشار الصحفي الأردني أحمد جرار إلى أن “الأمر لم يعد بعيدا عنهم، فمَن سفك كل هذه الدماء دون رادع، لن يتردد في استباحة المقدسات وتفجيرها”.

أما الدكتور عبد الله معروف، فعلق بأسى عبر صفحته على منصة إكس بالقول “أكره بشدة أن أنشر دعايةً للمتطرفين.. لكن هذه الوقاحة تستحق النشر، لعلها توقظ النائمين”.

كما أوضح مغرّدون أن هذا الفيديو كشفت فيه منظمة إسرائيلية نواياها تجاه المسجد الأقصى المبارك، وما يخططون له في الأيام المقبلة.

وكتب أحد المغردين قائلا “هذا ما يُخطط له للمسجد الأقصى.. وهذا ما سيفعلونه إن بقيت الأمة على حالها!”.

ورأى البعض أن هذه الأفعال “الخبيثة” تأتي ضمن خطط ممنهجة لتهويد المسجد الأقصى وطمس هويته الإسلامية والتاريخية.

وكتب أحد المدونين قائلًا “انصدمت، فكرت أنه خبر عاجل، ما تابعته. وتريند ما حكيت عنه! لكن هذا النشر بهدف قياس رد فعل الشارع الإسلامي والعربي”.

في حين تساءل آخرون “ماذا تنتظر الدول العربية؟ متى يتم إلغاء تفعيل الوضع الصامت؟ أين منظمة التعاون الإسلامي، التي وُلدت من نار حريق الأقصى عام 1969؟”.

تحذيرات رسمية

من جهتها، حذرت الخارجية الفلسطينية بعد انتشار هذا الفيديو من “مخططات المنظمات الاستيطانية ضد الأقصى” وطالبت بتدخل دولي فعلي لوقف تلك المخططات.

وأضافت الخارجية الفلسطينية -في تغريدة على منصة إكس- بأنها تنظر “بخطورة بالغة لما يتم تداوله على منصات عبرية تابعة لمنظمات استيطانية استعمارية بشأن تفجير ونسف المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه”.

وقالت إنها تعتبر ذلك “تحريضا ممنهجا لتصعيد استهداف المقدسات المسيحية والإسلامية بالقدس المحتلة، لا سيما وأن اليمين الإسرائيلي الحاكم بات لديه شعور بقدرته على تنفيذ مخططاته التهويدية التوسعية والعنصرية في ظل ردود فعل دولية باهتة على مظاهر وجرائم الإبادة التي يرتكبها في قطاع غزة بالذات”.

وطالبت الوزارة المجتمعَ الدولي ومؤسساته الأممية المختصة بـ”التعامل بمنتهى الجدية مع هذا التحريض، واتخاذ الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لوضع حد لاستفراد الحكومة الإسرائيلية بشعبنا، وإجبارها على الالتزام بإرادة السلام الدولية والاقليمية، والانصياع لقرارات الشرعية الدولية والإجماع الدولي على وقف الإبادة وتوفير الآليات الكافية بحماية شعبنا”.

يُذكر أنه في 21 أغسطس/آب 1969، اقتحم متطرف أسترالي الجنسية يدعى دينيس مايكل روهان المسجد الأقصى من باب الغوانمة، وأشعل النار في المصلى القبلي بالمسجد الشريف. وجاء ذلك في إطار سلسلة من الإجراءات التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس.

المصدر: المقدسي + مواقع التواصل الاجتماعي
542
التعليقات مغلقة