صعّد الاحتلال الإسرائيليّ هجماته التي أسفرت عن 24 شهيدًا منذ فجر الثلاثاء، مستهدفًا معدّات بلدية ومعدات ثقيلة في غزة وشمالها، في الوقت الذي كشفت مصادر مصريّة عن مقترح مصري/ قطري لهدنة بغزة مدّتها 7 سنوات، تضمن إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي، مقابل إعلان حماس وضع السلاح، وإنهاء سيطرتها على القطاع .
ومع مرور 50 يومًا على إغلاق الاحتلال لمعابر غزة، قالت حركة حماس إنّ الكارثة الإنسانيّة تهدد حياة مليوني إنسان، ونقصًا حادًّا في كافة مستلزمات الحياة الأساسية من غذاء وماء ووقود ودواء، بما في ذلك منع دخول التطعيمات الضرورية للأطفال، ما يدفع بالسكان نحو مجاعة وكارثة صحّية تتفاقم، وتترافق مع مجازر يومية يتعرّض لها المدنيون الأبرياء في الأحياء السكنية ومراكز الإيواء والخيام، وتدمير ممنهج للمستشفيات والمرافق المدنية.
وقالت وزارة الصحة إنّ 26 شهيدًا، وأكثر من 60 إصابة وصلوا مستشفيات قطاع غزة آخر 24 ساعة. وبيّنت أنّه ومنذ عودة الحرب قتل الاحتلال 1890، وأصاب نحو خمسة آلاف. فيما بلغت الحصيلة الإجماليّة منذ السابع من أكتوبر 2023، 51,266 شهيدًا، و117 ألف إصابة.
واستشهد 5 مواطنين جراء غارة على منزل سكني غرب مدينة غزة، و5 آخرون إثر قصف خيمة في مخيم جباليا شمال القطاع. كما استهدف الاحتلال تجمّعًا في بئر النعجة غرب جباليا، ما أسفر عن 3 شهداء. وتم نقل المصابين إلى مستشفيات القطاع، بما في ذلك مجمع الشفاء الطبي.
وطالت الغارات الإسرائيلية معدات بلدية ومعدات ثقيلة شرقي مجمع السرايا في مدينة غزة، كما تم تدمير جرافات وآليات تابعة للبلديات والشركات المصرية في الشمال والجنوب، بالإضافة إلى قصف كراج بلدية جباليا، ما أسفر عن حرق وتدمير معدات خدمية حيوية.
واستهدفت طائرات الاحتلال مركزًا لإيواء النازحين في مدينة بيت لاهيا، ما أدى إلى سقوط عدد من المصابين، كما تعرضت مناطق أخرى مثل حي التفاح ومدينة رفح لقصف طال منازل وأراضٍ زراعية، ضمن سياسة التصعيد المستمرة.
وعلى الصعيد الإنساني، حذرت وزارة الصحة من كارثة صحية تهدد 600 ألف طفل جراء استمرار منع الاحتلال دخول تطعيمات شلل الأطفال منذ 40 يومًا.
من جهته، انتقد المفوّض العام للأونروا استمرار استخدام المساعدات الإنسانية كورقة مساومة، واصفًا الوضع في غزة بأنه عقاب جماعي متعمّد يعرض مليوني شخص للجوع.
وسياسيًا، غادر وفد من حركة حماس يترأسه خليل الحيّة، الدوحة متوجهًا إلى القاهرة لمناقشة أفكار جديدة للتهدئة، وفق ما أكد قيادي في الحركة لوكالة “فرانس برس”. بهدف التوصل إلى صيغة لوقف إطلاق النار.
