دخل العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيميها يومه التسعين، وعلى مخيم نور شمس يومه السابع والسبعين، وسط تصعيد عسكري متواصل واقتحامات ومداهمات متكررة تنفذها قوات الاحتلال في مختلف أنحاء المدينة.
وأفادت مصادر محلية بسماع أصوات إطلاق نار كثيف فجر اليوم قرب دوار الشهيد سيف أبو لبدة عند المدخل الغربي لمخيم نور شمس، وذلك عقب تحركات مكثفة لقوات الاحتلال في محيط حي إسكان الموظفين في ضاحية اكتابا المحاذية للمخيم، حيث اقتحمت منزلاً هناك وحطّمت كاميرات المراقبة.
وأضافت أن قوات الاحتلال تواصل الدفع بتعزيزات عسكرية من الآليات وفرق المشاة إلى المدينة ومخيميها وضواحيها، يتخللها إطلاق كثيف للرصاص الحي والقنابل الصوتية، وسط اقتحام المنازل والمحال التجارية وتفتيشها وتخريب محتوياتها، بالإضافة إلى إخضاع من فيها للاستجواب والاعتقال.
وفي السياق، داهمت قوات الاحتلال الليلة الماضية عدداً من المنازل في الحي الشرقي من مدينة طولكرم، تزامناً مع انتشار مكثف للمشاة في المنطقة.
كما نصبت صباح اليوم حاجزاً عسكرياً على شارع نابلس عند مدخل مخيم طولكرم، مما تسبب بإعاقة حركة المواطنين ومركباتهم.
ويشهد مخيما طولكرم ونور شمس انتشاراً مكثفاً لقوات الاحتلال وسط إطلاق نار وقنابل صوت، في ظل حصار مشدد يترافق مع مداهمات وتخريب وإجبار من تبقى من السكان على إخلاء منازلهم تحت تهديد السلاح.
ويواصل الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبانٍ سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية بعد إخلاء سكانها قسرياً، مع تمركز آلياته وجرافاته في محيطها.
وكانت جرافات الاحتلال قد أغلقت أمس المدخل الشرقي للمدينة المحاذي لمخيم نور شمس بالسواتر الترابية، كما أغلقت شارع نابلس من جهة دوار الشهيد سيف أبو لبدة، مما فاقم معاناة المواطنين وقيّد حركتهم.
وأسفر العدوان المتواصل عن استشهاد 13 مواطناً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.
كما تسبب في نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة، تضم نحو 24 ألف مواطن من مخيمي طولكرم ونور شمس، إلى جانب مئات من سكان الحي الشمالي، بعد الاستيلاء على منازلهم.
وألحق العدوان دماراً شاملاً في البنية التحتية، والمنازل، والمحال التجارية، والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي أو الجزئي أو الحرق والتخريب والنهب، حيث دُمر 396 منزلاً بشكل كامل، و2573 منزلاً بشكل جزئي في المخيمين، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.