كشفت إذاعة جيش الاحتلال عن تفاصيل “مداولات حساسة” خلال اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، الذي انعقد مساء أمس، وتركّز حول تكتيكات التوغل البري في قطاع غزة، وخُطط الجيش لتكثيف العمليات العسكرية في المرحلة المقبلة.
وبحسب الإذاعة، فإن “الجيش عرض أمام الكابينيت خريطة موسعة للخطط الميدانية، تتضمن السيطرة على مناطق إضافية داخل القطاع، إلى جانب نقل السكان المدنيين إلى ما وصفه الجيش بمناطق آمنة ذات طابع إنساني، في إطار ما يبدو أنه تحضير لمعارك أكثر حدة”.
وأوضحت إذاعة الجيش أن اجتماع الكابينيت المرتقب يوم الإثنين المقبل “سيكون بمثابة نقطة تحول لاتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بطبيعة استمرار القتال”، وسط ضغوط متزايدة من بعض الوزراء.
وخلال الجلسة، قالت الإذاعة إن “المبعوثين الأمنيين والسياسيين قدموا تحديثًا حول تطورات مفاوضات صفقة التبادل، حيث أصر وزراء مثل؛ إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش على ضرورة توسيع الحملة العسكرية فورًا، بينما فضلت القيادة السياسية مواصلة اختبار المبادرة المصرية، المبنية على صيغة ويتكوف المعدلة، والتي تتضمن بندًا واضحًا لنزع سلاح حماس مقابل وقف إطلاق نار طويل الأمد”.
و نقلت إذاعة الجيش عن أحد الوزراء تساؤله عن بطء العمليات على الأرض، ليأتي الرد الصارم من رئيس الأركان إيال زامير بالقول: “نحن نخوض حربًا حقيقية في غزة، وإن لم يشعر بها أحد هنا، فهذا لأننا نديرها بدقة”.
وذكرت الإذاعة أن “الجهود الإقليمية تشهد تباينًا واضحًا، حيث أقدمت مصر على تشديد بنود مبادرتها لتقريبها من موقف إسرائيل، بينما تتهم الدوائر الأمنية قطر بتقويض المسار عبر محاولاتها فرض صيغة محدودة تشمل فقط إطلاق سراح المختطف الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر”.
وتحدثت إذاعة الجيش أيضًا عن “اتصال هاتفي جرى مؤخرًا بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يُعتقد أنه سيؤثر على مجرى المحادثات، وسط أجواء من التفاؤل الإسرائيلي بإمكانية تعزيز الدعم الأميركي للمطالب الأمنية الإسرائيلية”.
وفي ختام التقرير، نقلت إذاعة الجيش عن مصدر سياسي رفيع قوله إن “زيارة رئيس وزراء قطر للبيت الأبيض تهدف للترويج لمقترح محدود، لكن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن ترامب قد يكون ضغط على الدوحة لتعديل موقفها بما يتماشى مع المبادرة المصرية، التي باتت تحظى بتأييد ثلاثي من القاهرة وتل أبيب وواشنطن”.
