يواصل المجلس الأعلى للتخطيط في الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال عقد جلساته الأسبوعية للمصادقة على بناء المزيد من الوحدات السكنية الاستيطانية دون اعتبار للحاجة الفعلية أو الوضع السكاني القائم في المستوطنات.
جاء ذلك بحسب تقرير “المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان” الصادر يوم السبت عن الفترة الممتدة من 19 وحتى 25 نيسان 2025، الدي أشار إلى أن مناقشات المجلس بدأت في الأسبوع الماضي للمصادقة على نحو 855 وحدة استيطانية جديدة موزعة على مستوطنات عدة منها جفعات زئيف (16 وحدة) وكفار تفوح قرب حوارة (105 وحدات) وتلمون و”هارشاه” شمال غرب رام الله (464 و194 وحدة) ومعاليه عاموس جنوب بيت لحم (76 وحدة) ويعزز هذا التوسع سياسة فرض أمر واقع لا سيما بعد قرار حكومة الاحتلال عام 2023 بإلغاء اشتراط موافقة وزير الأمن على كل مراحل التخطيط الاستيطاني
وتنقل حركة “السلام الآن” الإسرائيلية أن العام 2025 شهد منذ بدايته حتى اليوم إقرار بناء 15,190 وحدة استيطانية وهو رقم قياسي يفوق عام 2023 الذي شهد بناء 12,349 وحدة ويرى التقرير أن هذا التوسع يتم بأسلوب “تطبيع التخطيط” بهدف تقليل الضغط الدولي وإضفاء شرعية زائفة على التوسع الاستيطاني رغم الهجرة السلبية التي تشهدها العديد من المستوطنات القائمة
في موازاة ذلك تنظر لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس في خطة توسعية جديدة ضمن مشروع “جنوب شرق غيلو” والتي تشمل بناء 1900 وحدة استيطانية على أراضٍ تعود ملكيتها لسكان بيت جالا الفلسطينيين ويعتمد الاحتلال في ذلك على قانون “أملاك الغائبين” لمصادرة الأراضي حيث أن 44% من الأراضي المستهدفة غير مسجلة ما يتيح مصادرتها دون إعلام أصحابها بحسب جمعية “عير عميم”
يسلط التقرير الضوء على التوسع فيما يُعرف بمزارع الرعاة التي وصفها بأنها بؤر استيطانية إرهابية مدعومة من جهات حكومية وغير حكومية كدائرة الاستيطان التابعة للمنظمة الصهيونية العالمية وقد تم تخصيص نحو 80 ألف دونم لهذه المزارع دون رقابة مع وجود تناقضات في عقود التخصيص وتعدٍ على أراضٍ خاصة بمساحة 9000 دونم وأخرى تقع في مناطق إطلاق نار يحظر دخولها
وثق التقرير سلسلة من الانتهاكات الممنهجة في الضفة الغربية خلال الأسبوع الأخير أبرزها في القدس حيث هدمت قوات الاحتلال منازل وغرفًا زراعية ومنشآت تجارية واعتدى مستوطنون على حافلة في الشيخ جراح وفي الخليل شن مستوطنون هجمات على المزارعين ودمروا محاصيل وهدموا بيوتًا وآبار مياه واقتحموا مناطق رعوية وفي بيت لحم هدمت قوات الاحتلال بناية سكنية مكونة من ثلاثة طوابق في بلدة زعترة
في رام الله استشهد وائل باسم غفري (48 عامًا) نتيجة استنشاق الغاز خلال حماية جيش الاحتلال لمستوطنين اقتحموا بلدة سنجل ونصبوا خيمة تمهيدًا لإقامة بؤرة استيطانية ووقعت اعتداءات متفرقة في سلواد ونعلين وأم صفا وفي سلفيت أصيب عدد من المواطنين جراء اعتداءات مستوطنين على أراضيهم الزراعية في بديا وسرطة وفرخة وديراستيا وتعرضت ممتلكات للتخريب وجرى تسليم إخطارات بالاستيلاء على أراضٍ في قرية حارس تقدر مساحتها بـ65 دونمًا
في قلقيلية هدمت قوات الاحتلال غرفة زراعية في قرية النبي إلياس وواصلت أعمال التجريف لشق طريق استيطاني شرق المدينة وفي جنين جرى هدم دفيئات زراعية أقيمت منذ عشرين عامًا في قرية الجلمة كانت تشكل مصدر رزق لعائلة فلسطينية وفي الأغوار استولى مستوطنون على مضخات مياه وخلايا شمسية ودمروا معدات للمزارعين ورعوا أغنامهم داخل التجمعات البدوية وتسببوا بإتلاف مزروعات واعتدوا بالضرب ورش الغاز على المواطنين في عدة مناطق تحت حماية جنود الاحتلال
يشير التقرير إلى أن السياسات الإسرائيلية الحالية في الضفة الغربية تُظهر إصرارًا على تكريس الاحتلال عبر أدوات قانونية وتنظيمية وتمويلية مع تجاهل واضح للحالة الديمغرافية والحقوقية مما يزيد من التوتر ويُهدد فرص السلام والاستقرار في المنطقة