الأورومتوسطي: إسرائيل تُكثّف محو العائلات في غزة واستهداف المدنيين بالطائرات الانتحارية

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، يوم الإثنين، أن إسرائيل كثَّفت في الأسابيع الأخيرة محو عائلات بأكملها وقتل النساء والأطفال بمعدلات مروعة، بما في ذلك استهدافهم بالطائرات الانتحارية، وسط استمرار تعاجز المجتمع الدولي عن وقف جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ نحو 19 شهرًا.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي، في بيان صحفي، أنه خلال سبعة أيام فقط، وبالتحديد من 20 إلى 26 نيسان/ابريل الحالي، قتلت إسرائيل 345 فلسطينيًا، وقد أظهرت معطياتٌ ميدانيةٌ أن 94 في المئة على الأقل من الضحايا هم من المدنيين، وأن 75 في المئة منهم هم من الأطفال والنساء وكبار السن.

أما بالنسبة للفئة المتبقية من الضحايا فهم من البالغين الذكور، وفقًا للمرصد الأورومتوسطي، وقد أظهرت عمليات التحقق الميداني أن ما لا يقل عن 63 من أصل 81 ضحية من البالغين الذكور يعملون في وظائف مدنية أو مهن مستقلة لا صلة لها بأي نشاط عسكري أو تنظيمي، مما يعزز تأكيد الطابع المدني الغالب على هذه الفئة.

وبيَّن المرصد، أن إسرائيل تستهدف مراكز إيواء مؤقتة وبسيطة مثل الخيام أو منازل شبه مدمرة بصواريخ ثقيلة أو طائرات مسيرة انتحارية، دون وجود ضرورة عسكرية تُبرِّر ذلك، “وهذا يكشف عن سياسة ممنهجة تهدف إلى إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين”.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنه لا توجد معلومات موثوقة تفيد بأنّ الضحايا من البالغين الذكور الذين لم تتوفر بشأنهم بيانات تفصيلية كانوا يشاركون في أعمال قتالية أو يرتبطون بأنشطة عسكرية، ولم تقدم إسرائيل أي أدلة موثوقة تُثبت خلاف ذلك، “ما يعني أنّ القاعدة القانونية العامة تُطبق عليهم بصفتهم مدنيين يتمتعون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي الإنساني، وهو عبء يقع على إسرائيل إثبات ما يخالفه”.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ فريقه الميداني وثق خلال الأسابيع القليلة الماضية حالات متكررة من محو عائلات بأكملها من الوجود، فضلًا عن استهداف متكرر لأسر بعينها في نمط يعكس مسعى واضحًا لإفنائها بالكامل.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي كثف في الآونة الأخيرة من استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية في استهداف خيام النازحين ومنازلهم، مشيرًا إلى أن هذه الطائرات تتميز بتجهزيها بكاميرات مراقبة دقيقة وأنظمة توجيه متطورة تتيح متابعة الهدف في الزمن الحقيقي، ما ينفي مسبقًا أن ادعاء قد يصدر من القوات الإسرائيلية عن وقوع أخطاء في بعض الهجمات.

وأضاف أن طبيعة هذه التكنولوجيا، التي تتيح للطاقم مراقبة الهدف حتى اللحظة الأخيرة واتخاذ قرار مباشر بالضرب أو الامتناع، تسقط أي ذريعة بالخطأ أو العشوائية، وتؤكد أنّ الاستهداف يتم عن علم وإصرار، وفي انتهاك متعمد لقواعد حماية المدنيين بموجب القانون الدولي الإنساني.

وبيَّن المرصد أنه بعد توثيق عدد من الاستهدافات بهذا النوع من الطائرات تبين أن غالبية ضحايا هذه الهجمات هم من الأطفال والنساء والمدنيين العزل، ما يدلل من جديد على أنّ الاحتلال يستهدف المدنيين بشكل متعمد، وأنه يتعمد قتل الفلسطينيين جماعيًا في إطار جريمة الإبادة الجماعية.

65
التعليقات مغلقة