استشهاد الأسير المحرر والمبعد معتصم رداد

استشهد الأسير المحرر معتصم طالب داود رداد (43 عامًا)، من بلدة صيدا شمال طولكرم، مساء يوم الخميس، المبعد إلى القاهرة، في إحدى المستشفيات المصرية، بعد صراع مع مرض السرطان الذي أصيب به في معتقلات الاحتلال.

وقالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، إنّ الشهيد رداد واحد من أبرز الأسرى المرضى الذين واجهوا جرائم طبيّة مركبة في سجون الاحتلال، حيث عانى من أمراض مزمنة إلى جانب تعرضه لعدة إصابات خلال اعتقاله عام 2006، وقد تفاقمت جرّاء الظروف الاعتقالية القاسية التي واجهها على مدار سنوات اعتقاله، والتي امتدت لنحو 20 عاماً في سجون الاحتلال، حيث أمضى غالبية سنوات اعتقاله فيما تسمى (بعيادة سجن الرملة) التي ارتقى فيها العديد من شهداء الحركة الأسيرة.

وأضافت الهيئة والنادي، لقد شكّلت قضية الأسير رداد واحده من أبرز القضايا التي كشفت وعرّت منظومة سجون الاحتلال في استهدافها للأسرى عبر الجرائم الطبيّة الممنهجة، وتحويل حقّهم للعلاج إلى أداة تنكيل وتعذيب من خلال سياسات السّلب والحرمان، وقد بلغت هذه الجرائم ذروتها منذ بدء الإبادة، حيث واجه رداد خلال الشهور الأخيرة من اعتقاله، لعمليات تنكيل ممنهجة، كان الهدف منها قتله، حيث جرى قمعه ونقله من (عيادة سجن الرملة) إلى سجن (عوفر)، واُحتجز في زنزانة لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، والتي ضاعفت من تدهور وضعه الصحيّ، وقد وجّه رداد في الشهور الأخيرة من اعتقاله رسالة قال فيها:” (أشعر بداخلي أنني الشهيد القادم).

ولفتت الهيئة والنادي، إنّ استشهاد رداد بعد تحرره بفترة وجيزة، يصاعد التساؤل عن مصير المئات من الأسرى المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة منذ سنوات، وقد تضاعف هذا التساؤل منذ بدء الإبادة، حيث شكّلت الجرائم الطبيّة إلى جانب جرائم التّعذيب، والجرائم الطبيّة الممنهجة، والاعتداءات الجنسيّة، السبب المركزي في ارتقاء العشرات من الأسرى منذ بدء الإبادة، واليوم فإن جميع الأسرى في سجون الاحتلال يعانون من مشاكل وأمراض بمستويات مختلفة مع اتساع دائرة انتشار الأمراض والأوبئة، واستمرار منظومة السّجون بحرمانهم من العلاج بشكل متعمد بهدف قتل المزيد منهم.

وحمّلت الهيئة والنادي، الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير المحرر والمبعد معتصم رداد، الذي أصر الاحتلال على إبعاده رغم وضعه الصحيّ الصعب والحرج وأكمل جريمته بحرمانه من عائلته إلى أن ارتقى اليوم بعيدا عن عائلته ووطنه.

44
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المشاركات الأخيرة: