بالتوازي مع إعلان الجيش الإسرائيلي، ظهر الأحد، بدء عملية “عربات جدعون” البرية في قطاع غزة، خرج المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، ليؤكد أنّ “إسرائيل” أبلغت واشنطن بنيّتها السماح بدخول مزيد من الشاحنات الإنسانية إلى القطاع، مشددًا على أن الإدارة الأميركية “لن تسمح بحدوث أزمة إنسانية”.
ويبدو أن تصريحات ويتكوف جاءت متناغمة مع لحظة انطلاق الاجتياح، ما يعكس تنسيقًا أميركيًا–إسرائيليًا يرمي إلى احتواء تداعيات العملية عسكريًا وإنسانيًا على المستوى الدولي، خصوصًا بعد تحذيرات متزايدة بشأن الأوضاع الكارثية في القطاع المحاصر.
وأعلن جيش الاحتلال أن قواته النظامية والاحتياطية شرعت في اجتياح عدة محاور شمال وجنوب القطاع، بعد سلسلة ضربات جوية تمهيدية استهدفت أكثر من 670 موقعًا، زاعمًا أنها طالت أنفاقًا ومخازن أسلحة ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدروع. وأضاف الجيش أن قواته تمكنت من “القضاء على عشرات العناصر وتدمير بنى تحتية فوق وتحت الأرض”، والسيطرة على مواقع ميدانية في أنحاء متفرقة من القطاع.
وأسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية منذ فجر السبت عن استشهاد 140 فلسطينيًا، بينهم 69 شهيدًا في مدينة غزة وشمال القطاع، وفق ما أفادت به مصادر طبية، في واحد من أكثر الأيام دموية منذ بدء الحرب.
في السياق ذاته، قال المبعوث الأميركي ويتكوف، في سلسلة تصريحات لشبكة “ABC”، إن الوضع في غزة “معقّد للغاية لوجستيًا”، وأن هناك جهودًا تُبذل لإدخال شاحنات محملة بالدقيق ومطابخ متنقلة، مؤكدًا أن “الجميع قلقون بشأن الأوضاع الإنسانية”.
وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن عناصر حماية خاصة تعمل لصالح شركات أميركية تم التعاقد معها لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وصلوا إلى إسرائيل اليوم، في خطوة تواكب التحضيرات اللوجستية لفتح مسارات المساعدات.
ورغم التصعيد الميداني، يستمر الحراك السياسي في محاولة للتوصل إلى تهدئة. لكن المفاوضات الجارية في الدوحة تواجه عراقيل، وفق ما نقلته القناة 12 عن منسق ملف الرهائن في الحكومة الإسرائيلية، غال هيرش، الذي أكد أن “الجولة الحالية من المحادثات تشهد صعوبات وعوائق”.
من جهتها، تُبقي إسرائيل الباب مواربًا أمام احتمالات التهدئة، لكنها تربط التقدّم في المسار التفاوضي بإشارات من حركة حماس. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن “صفقة التبادل ليست وقفًا للحرب، بل إنجاز نعمل على تحقيقه”، ما يعكس إصرار الحكومة على مواصلة العملية العسكرية بالتوازي مع المساعي السياسية.