أغلقت الولايات المتحدة رسميًا مكتبها للشؤون الفلسطينية في القدس، وفقًا لمذكرة داخلية لوزارة الخارجية الأميركية اطلعت عليها صحيفة “الغارديان”، مما يعني في الواقع إلغاء القناة الدبلوماسية المخصصة للفلسطينيين مع واشنطن.
ويأتي الإغلاق، الذي دخل حيز التنفيذ يوم الجمعة، في أعقاب إعلان وزير الخارجية ماركو روبيو في وقت سابق من هذا الشهر أن المكتب سيتم دمجه في السفارة الأميركية في القدس.
وجاء في المذكرة: “يرجى العلم بأن مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس سيغلق في نهاية يوم الجمعة 16 مايو 2025”.
يأتي الإغلاق السريع في الوقت الذي تنفذ فيه إسرائيل خططها لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة، والتي أسفرت عن استشهاد مئات الفلسطينيين خلال الأيام الأخيرة.
وفي بداية الشهر، قالت تامي بروس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن “هذا القرار من شأنه أن يعيد الإطار الذي كان قائمًا في عهد ترامب لبعثة دبلوماسية أميركية موحدة في ’عاصمة إسرائيل’، والتي ترفع تقاريرها إلى السفير الأميركي في إسرائيل”، على الرغم من إصرارها على أن هذه الخطوة “لا تعكس أي تواصل أو التزام بالتواصل مع الناس في الضفة الغربية أو غزة”.
وأُنشئ المكتب عام 2022، وكان يُمثل آلية التواصل الرئيسية لواشنطن مع الضفة الغربية وغزة المحتلة، حيث كان يعمل به أكثر من عشرين أمريكيًا إلى جانب 75 موظفًا محليًا. ويعني إغلاقه أن الشؤون الفلسطينية ستُدار الآن دون وجود مكتب دبلوماسي متخصص منفصل.
وبدلًا من ذلك، سوف يعمل المكتب تحت إشراف السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، الذي رفض علنًا الهوية الفلسطينية، حيث قال ذات مرة: “لا يوجد حقاً شيء اسمه فلسطيني”.
وبحسب “الغارديان”: “يُمثل الإغلاق ذروة التدهور المنهجي للعلاقات الأميركية الفلسطينية، والذي بدأ خلال ولاية ترامب الأولى عندما أغلق قنصلية القدس التي كانت تُتيح للفلسطينيين الوصول المباشر إلى واشنطن دون وساطة إسرائيلية. ولكن حتى في عهد إدارة بايدن، تم تهميش المكتب فعليًا طوال الحرب في غزة”.
وقال مايك كيسي، نائب المستشار السياسي السابق لوزارة الخارجية الأمريكية لشؤون غزة، لصحيفة الغارديان في كانون الأول/ديسمبر: “ليس لدينا سياسة واضحة بشأن فلسطين. نحن نفعل فقط ما يريده الإسرائيليون منا”.
يشار إلى أن المكتب كان له تواصل مباشر مع واشنطن، وكانت البرقيات تصدر منه إلى الولايات المتحدة بشكلٍ مباشر، دون الحاجة إلى تواصل مباشر مع السفير أو أي مسؤول يتجاوز مدير المكتب. وكان المكتب يعمل من مبنى القنصلية القديم بالقدس وليس السفارة، وهو مسؤول عن التواصل مع كبار المسؤولين الفلسطينيين وتقديم التقارير حول القضايا الفلسطينية.