قالت وكالة “رويترز” البريطانية، نقلًا عن خمسة مصادر، إن “إسرائيل” وسوريا على اتصال مباشر، مؤكدةً بأن لقاءاتٍ وجاهية جرت، في الأسابيع القليلة الماضية، بين الجانبين بهدف “تهدئة التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين الجانبين”. وفي وقت لاحق، نفى قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، ومحافظ القنطيرة سابقًا، أحمد الدالاتي، “المشاركة في أي جلسة تفاوضية مباشرة مع الجانب الإسرائيلي”.
وفي بيان نشر على الإخبارية السورية، قال أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، إنه ينفي “بشكل قاطع” المشاركة في أي “جلسات تفاوضية مباشرة مع الجانب الإسرائيلي”، مضيفًا: “هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى الدقة والمصداقية”.
وأضاف الدالاتي: “موقف الجمهورية العربية السورية ثابت وواضح حيال هذا الموضوع فالقيادة السورية تواصل القيام بكافة الإجراءات الضرورية لحماية الشعب السوري والدفاع عن سيادة ووحدة أراضي الجمهورية وذلك باستخدام جميع الوسائل المشروعة”.
وقالت “رويترز” إن مصدرين سوريين وآخريْن غربيين ومصدر مخابراتي من إحدى دول المنطقة، أكّدوا لها أن الاتصالات المباشرة بين “إسرائيل” وسوريا تأتي أيضًا استكمالًا لمحادثات جرت، في وقتٍ سابق، بشكل غير مباشر عبر وسطاء منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الثاني/ديسمبر الماضي.
وعلى الجانب السوري، أفادت المصادر بأن الاتصالات تجري بقيادة المسؤول الأمني الكبير أحمد الدالاتي، الذي تم تعيينه بعد الإطاحة بالأسد محافظًا للقنيطرة المتاخمة لهضبة الجولان التي تحتلها “إسرائيل”. وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، تم تعيين الدالاتي قائدًا للأمن الداخلي في محافظة السويداء بالجنوب السوري.
وذكرت “رويترز”، أن عدة جولات من الاجتماعات المباشرة جرت في المنطقة الحدودية بما في ذلك الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. فيما أكدت الوكالة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية والمسؤولين السوريين لم يردّوا على طلبها للتعليق على هذه الأنباء.
وبتطابق تقرير “رويترز” مع ما أوردته قناة “سي إن إن” الأميركية، قبل نحو 10 أيام، بأن “سوريا وإسرائيل أجرتا محادثات مباشرة في أذربيجان، حضرها رئيس مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي”. وأذربيجان، هي الدولة التي شهدت مؤخرًا محادثات بين تركيا وإسرائيل، على خلفية التوترات المتزايدة بين أنقرة وتل أبيب.
ووفق شبكة “سي إن إن”، فإن المحادثات حضرها رئيس مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي عوديد باسيوك. وذكر المصدر، أن باسيوك التقى بممثلي الحكومة السورية بحضور مسؤولين أتراك.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع، قال، في وقت سابق من الشهر الجاري، إن “هناك محادثات غير مباشرة مع إسرائيل تهدف إلى تهدئة التوتر”، بينما أوردت مصادر صحفية أن الإمارات تتوسط في هذه المحادثات.
ومنذ سقوط نظام الأسد، ينفذ الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا جويًا، بشكل متكرر، على مناطق سورية، أدّى إلى تدمير جزء كبير من البنية التحتية العسكرية لسوريا، وسط محاولاتٍ مستمرة لتغذية فتنٍ داخلية.
وتحتل “إسرائيل” هضبة الجولان السورية منذ حرب عام 1967 واستولت على المزيد من الأراضي في أعقاب الإطاحة بالأسد في كانون الأول/ديسمبر.
