أكد الطبيب الأميركي فريدنريكا، أنه لم يرى ولم يعالج أي مقاتل على مدار الأسابيع الخمسة التي قضاها في قطاع غزة، وأن الحالات التي تعامل معها كانت من الأطفال والنساء، وذلك في شهادته التي أدلى بها أمام مجلس الأمن، يوم الأربعاء.
وأوضح الطبيب الأميركي، الذي تطوع مرتين في قطاع غزة خلال حرب الإبادة، أنه لم يرى أو يعالج أي مقاتل، وجميع مرضاه كانوا أطفالاً مصابين بشظايا وصلت إلى قلوبهم وطلقات في دماغهم، ونساء حوامل بترت أحواضهن.
وأشار الطبيب فريدنريكا إلى أن الأطفال كانوا يموتون بجروح ليست قاتلة، وسبب وفاتهم كان الافتقار للدم والمضادات الحيوية والمواد الطبية اللازمة لعلاجهم والمتوفرة في كل المستشفيات في العالم.
وبيَّن الطبيب الأميركي، أنه أجرى جراحات على أرض مزدحمة وقذرة، ودون تعقيم وتخدير أيضًا.
وأضاف، أن ما شاهده من استهدافات وتدمير في مجمع ناصر الطبي “لم أشهده في حياتي”، مؤكدًا أن هناك انهيارًا كارثيًّا وممنهجًا للنظام الصحي.
وتابع: “غزة تخسر جيلاً بأكمله من الأطباء أمام أعيننا. وهناك شعبٌ كاملٌ على حافة البقاء على قيد الحياة”، محذرًا من “موت ضمير الإنسانية”.
وأوضح الطبيب فريدنريكا، أن “الناس في غزة فقدوا القدرة والرغبة في العيش، والأطباء الفلسطينيون باتوا مكتوفي الأيدي أمام عجزهم عن مساعدة ذويهم، والعائلات تقسم رغيف الخبز ليموت الأطفال بجوع أقل إذا ما قُصفوا”.
وأشار إلى تفشي سوء التغذية في قطاع غزة، خاصة بين الأطفال حديثي الولادة، مؤكدًا أن هذه “كارثة يمكن تفاديها” لكنها ناتجة عن “تجاهل ممنهج لحقوق الإنسان والخدمات الأساسية”.