يواصل جيش الاحتلال استهداف النازحين المُجوّعين قرب مراكز “المساعدات” الأميركية-الإسرائيلية في وسط القطاع وجنوبه التي تحوّلت إلى “مصائد للموت” منذ اليوم الأول لافتتاحها؛ حيث أفادت مصادر طبية، فجر اليوم الإثنين، باستشهاد وإصابة العشرات في مركزي التوزيع في رفح وعند محور “نتساريم”.
وأفاد مستشفى العودة في مخيم النصيرات بوصول 31 إصابة نتيجة قصف طائرات مسيّرة إسرائيلية تجمعات مواطنين قرب نقطة توزيع مساعدات في محيط حاجز “نيتساريم”، فيما أفادت مصادر صحفية باستشهاد نحو 10 مواطنين وإصابة آخرين في استهداف طالبي المساعدات عند مركز التوزيع في رفح جنوبي القطاع. الإضافة إلى ذلك، سُجّل استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين في استهداف طالبي المساعدات عند مفرق دولة في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.
في غضون ذلك، تشهد أحياء شرقي مدينة غزة، خاصة حي الشجاعية، تصعيدًا ميدانيًا غير مسبوق، مع تواصل الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال. وأفادت مصادر ميدانية بأن الاشتباكات هي “الأعنف منذ أسابيع”، فيما أشارت منصات إسرائيلية، الليلة، بسقوط إصابات في صفوف الجنود خلال الاشتباكات.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الإثنين، أوامر إخلاء في أحياء جباليا، ومعسكر جباليا، والنهضة، والروضة، والسلام، والنور، والدرج، والتفاح وتل الزعتر.
وأفادت مصادر محلية أن آليات الاحتلال توغلت، صباح اليوم، في شارع مسعود قرب مدرسة نسيبة بحي الجرن وسط جباليا البلد شمالي قطاع غزة، وسط إطلاق نار وتحليق مكثف للطائرات المسيّرة.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الداخلية بغزة عن استشهاد ضابط وعنصر في الشرطة ومواطن ثالث، وإصابة آخرون، جراء قصف إسرائيلي استهدف قوة شرطية أثناء أداء مهامها بملاحقة اللصوص في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، الليلة الماضية.
وأكدت الداخلية: “الأجهزة الشرطية مستمرة في تأدية واجبها الوطني والإنساني تجاه أبناء شعبنا، وأن الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لن يمنعنا من مواصلة القيام بالواجب”.
وقالت وزارة الداخلية: “رهان الاحتلال على نشر الفوضى والتخريب وسرقة المساعدات من خلال عملائه، ورعايته لعصابات اللصوص، سيفشل ولن يكتب له النجاح”، مطالبة المجتمع الدولي “بالتدخل العاجل للجم الاحتلال الإسرائيلي عن استهداف عناصر الشرطة وقتلهم، ضمن مساعيه لنشر الفوضى والفلتان في قطاع غزة، وسياسة هندسة المجاعة التي ينتهجها عبر منع إدخال المساعدات إلى القطاع وتوزيعها من قبل المؤسسات الأممية المعروفة”.
إلى ذلك، حذرّت وزارة الصحة في غزة من توقف وشيك لعمل المستشفيات بسبب نفاد الوقود، مع بقاء مجمع الشفاء والمستشفى الأهلي العربي على وشك الخروج عن الخدمة خلال ساعات.
ولليوم الـ84 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استئناف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وارتكاب المجازر بحق المدنيين تزامنًا مع فرض سياسة التجويع. ومع مرور 21 شهرًا على الحرب، يمنع الاحتلال بالقوة العسكرية خطوات إسنادية دولية؛ حيث قام اليوم بالاستيلاء على سفينة “مادلين” الهادفة لكسر الحصار غزة، واعتقال 12 ناشطًا كانوا على متنها.