سيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على سفينة مادلين بعد اعتراضها، فجر اليوم الإثنين، على بعد كيلومترات من شواطئ قطاع غزة. كما قام باختطاف طاقمها المكوّن من 12 ناشطًا مدافعًا عن حقوق الإنسان. وذلك بعد 9 أيام من انطلاق الرحلة من شواطئ إيطاليا؛ حيث كانت تحمل السفينة على متنها كميات رمزية من الإمدادات الإغاثية والطبية لكسر الحصار عن قطاع غزة المحاصر.
وأعلن تحالف أسطول الحرية، فجر اليوم، أن المتطوعين على متن السفينة “مادلين” “تعرضوا للاختطاف من قبل قوات إسرائيلية”، داعيًا إلى ممارسة ضغوط عاجلة على وزارات الخارجية المعنية لضمان سلامة النشطاء وتأمين الإفراج عنهم.
والاتصال انقطع تمامًا مع السفينة “مادلين” بعد أن صعدت قوات من جيش الاحتلال على متنها واعتقلت طاقمها. وقالت تقارير إسرائيلية إن قوات من وحدة الكوماندوز البحري “شايطيت 13” التابعة للجيش الإسرائيلي سيطرت على السفينة “مادلين” في عرض البحر، واقتادتها باتجاه ميناء أسدود.
وقد تمت السيطرة وسط تحليق مكثف لطائرات الاحتلال فوق السفينة “مادلين”، فيما تم رش مادة بيضاء غير معروفة على سطحها، بحسب ما أفادت به النائبة بالبرلمان الأوروبي ريما حسن في منشور على منصة “إكس”.
كما أفاد تحالف أسطول الحرية، في وقت سابق، بأن الجيش الإسرائيلي قام بالتشويش على موجات الاتصال الخاصة بالسفينة المتجهة إلى غزة.
بدورها أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن السيطرة على السفينة واقتيادها إلى “إسرائيل”، وقالت إنه من المتوقع أن يتم “إعادة” الناشطين الذين كانوا متن السفينة إلى دولهم.
من جانبها، دعت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، الحكومة البريطانية إلى التحرك العاجل لضمان الإفراج عن السفينة “مادلين” وطاقمها، بعد أن استولت عليها القوات الإسرائيلية في المياه الدولية.
وقالت ألبانيز، في منشور على منصة “إكس”، إن “اعتراض القوات الإسرائيلية لسفينة مادلين في المياه الدولية والاستيلاء عليها يستدعي توضيحًا كاملًا من السلطات الإسرائيلية”، مضيفةً: “على بريطانيا أن تسعى بشكل عاجل للحصول على هذا التوضيح، وأن تضمن الإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها”. وأكدت المقررة الأممية أن “سفينة مادلين تؤدي مهمة إنسانية مشروعة، ويجب السماح لها بمواصلتها باتجاه قطاع غزة”.
من جانبها، أدانت حركة حماس “جريمة القرصنة التي ارتكبتها قوات الاحتلال باعتراض سفينة “مادلين” التضامنية في المياه الدولية”.
وقالت في بيان لها فجر اليوم: “نُحيّي المتضامنين الأحرار من مختلف الجنسيات، الذين واجهوا التهديدات بثبات، وأكدوا أن غزة ليست وحدها، وأن ضمير الإنسانية ما زال حيًا في مواجهة الاحتلال الفاشي”.
وأضافت: “شكّلت “مادلين” ومعها قوافل الصمود البرية القادمة من الجزائر وتونس والأردن وغيرها، شهادة حيّة على فشل آلة الدعاية الصهيونية، وعلى امتداد التضامن الشعبي والإنساني مع غزة المحاصرة”.
ودعت حماس الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى إدانة هذه الجريمة، والتحرّك العاجل لكسر الحصار على شعبنا، قائلةً: “إنّ احتجاز “مادلين” لن يُسكت صوت الأحرار، ولن يُوقف مدّ التضامن العالمي المتصاعد مع غزة، بل سيزيد من عزلة الاحتلال، ويعرّي وجهه الإجرامي أمام شعوب العالم”.
يأتي هذا بينما تستعد قافلة الصمود للانطلاق من تونس، وهي قافلة برية مغاربية تضمّ آلاف المتطوعين ستنطلق اليوم الاثنين، باتجاه معبر رفح مرورا بليبيا ومصر، من أجل المطالبة بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية وكسر الحصار وإدخال المساعدات. حيث أكّد منسقوها عدم التراجع حتى بعدما أُعلن عن توقيف السفينة “مادلين”.
وكانت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس أفادت أن نحو 1500 مشارك، من بينهم جزائريون وليبيون، انضموا للقافلة، فيما سيرافق الآلاف من المتطوّعين القافلة إلى حدود معبر رأس جدير.
وأكّد ناشطون من قافلة الصمود، في مؤتمر صحافي أمس الأحد، أن قافلة الصمود التي تهدف إلى كسر الحصار عن غزة وإيصال المساعدات العالقة في معبر رفح “قد تنجح فيما عجزت عنه الحكومات الصامتة، وهي قافلة شعبية مواطنية عربية ستعقبها قوافل الصمود 2 و3”.