أعلنت جماعة “أنصار الله” اليمنية، اليوم الأحد، تنفيذ عملية عسكرية ضد أهداف “حساسة” للاحتلال الإسرائيلي في مدينة يافا، بعدد من الصواريخ الباليستية، مؤكدةً بأنه العملية “متناسقة” مع الضربات الإيرانية. يأتي هذا بينما تتضارب الأنباء حول العملية التي استهدف فيها جيش الاحتلال رئيس أركان الحوثيين محمد الغماري مساء أمس.
وقال المتحدث العسكري باسم “أنصار الله” يحيى سريع، في بيان متلفز، إن: “القوة الصاروخية نفذت عملية ضد حساسة للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بعدد من الصواريخ الباليستية فرط صوتية نوع فلسطين2، وذلك في أوقات متفاوتة خلال الساعات الـ24 الماضية”، مشيرًا إلى أن العملية تناسقت “مع العملياتِ التي ينفذها الجيش الإيراني والحرس الثوري ضد العدو الإسرائيلي المجرم”، مؤكدًا أن العملية حققت أهدافها بنجاح.
وقال سريع: “نحيي الجمهورية الإسلامية في إيران شعبًا وجيشًا وقيادةً، وهي تواجه ببسالة وبإرادة وبعزم وإيمان العدوانَ الصهيوني، وتُسدد الضرباتِ تِلوَ الضربات” مؤكدًا في ذات الوقت على استمرار العمليات اليمنية ضد الاحتلال حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
وفي رسالة إلى الدول العربية، قال سريع: “ألا إن الجهادَ باب من أبواب الجنة، فبادروا لإيقافِ الإجرام الإسرائيلي على إخوانكم في غزةَ، فما يحيقُ بهمُ اليومَ سيحيقُ بكمْ غدًا”.
من جانب آخر، أعلن الاحتلال، الليلة، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت رئيس هيئة الأركان في جماعة “أنصار الله” محمد عبدالكريم الغماري، في العاصمة صنعاء. وزعمت إذاعة الجيش، ظهر اليوم الأحد، أن الغماري أصيب في هجوم استهدف العاصمة اليمنية صنعاء. وأضافت: “جرت محاولة اغتياله بالتزامن مع الضربة الإسرائيلية في طهران، وتشير التقديرات إلى أن المسؤول الحوثي استُهدف أثناء حضوره اجتماعًا مع عدد من المسؤولين الآخرين”.
وأفادت صحيفة العربي الجديد بأن انفجارًا دوّى في منطقة حدة جنوبي صنعاء، استهدف عددًا من القيادات العسكرية في جماعة “أنصار الله”. وقالت المصادر للصحيفة إن الانفجار وقع خلال اجتماع سري لقيادات عسكرية بارزة، على رأسها الغماري، مشيرة إلى أن جماعة الحوثي سارعت إلى فرض طوق أمني مشدد على موقع الانفجار، وسط تكتم شديد على التفاصيل.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من جانب جماعة الحوثي لتأكيد أو نفي اغتيال الغماري. فيما نفى قيادي من “أنصار الله” مزاعم التي الاحتلال بشأن محاولة الاغتيال. وفي تصريح صحفي، قال مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة التابعة لـ”أنصار الله” أمين البرعي، إن “الادعاءات الصهيونية حول استهداف اللواء الغماري لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد محاولة بائسة لصرف الأنظار عن الضربة الصاروخية الإيرانية الدقيقة التي أصابت مواقع استراتيجية داخل الكيان”. وأكد البرعي أن رئيس الأركان اليمني “بصحة جيدة، ويقود شخصيًا غرفة العمليات الخاصة بالضربات اليمنية الموجهة نحو العمق الإسرائيلي”، مشيرًا إلى أن ظهوره العلني قريب لتفنيد الرواية الإسرائيلية رسميًا.
وكانت القناة 12 وإذاعة جيش الاحتلال قد أشارتا إلى تنفيذ الغارات في اليمن، موضحتين أن الجيش الإسرائيلي “ينتظر نتائج العملية”، بينما أكّد موقع “والاه” أن الهدف من الغارة كان “رئيس أركان الحوثيين”.
ويُعد الغماري ثاني أهم شخصية في جماعة الحوثيين، وأحد أبرز القادة العسكريين فيها، إذ يشغل منصب رئيس هيئة الأركان منذ كانون الأول/ديسمبر 2016. كما يُعتبر من أبرز المسؤولين عن إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه السعودية، وهو ما دفع الرياض إلى إدراجه، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، ضمن قائمة تضم 40 قياديًا حوثيًا على قائم “الإرهاب”، ورُصدت مكافأة بقيمة عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.
تأتي هذه التطورات في وقتٍ دخلت فيه الحرب بين إيران و”إسرائيل” مرحلة غير مسبوقة من التصعيد، مع تبادل واسع النطاق للضربات العسكرية التي شملت منشآت استراتيجية وأهدافًا حيوية على الجانبين.