أصاب صاروخ إيراني، صباح اليوم الجمعة، مقرًا يعمل في المجال السيبراني ويتعاون مع الجيش الإسرائيلي، في مدينة بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة. حيث أدّى القصف إلى دمار كبير في المبنى المكون من 6 طوابق وتضرر مبانٍ محيطة وإصابة عدد من الأشخاص، بحسب الإسعاف الإسرائيلي.
وأعلنت وكالة الأنباء الإيرانية أن الهجوم الصاروخي الأخير استهدف حديقة غاف يام نيجيف التكنولوجية في بئر السبع، فيما قال الحرس الثوري الإيراني إن الصاروخ استهدف مقرًا يعمل في المجال السيبراني ويتعاون مع الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الهجوم جاء كون المقر “جزءًا من منظومة سيبرانية تدعم العدوان، وليس مجرد كيان مدني”.
ونقلت وسائل إعلام محلية وأجنبية أن الشركة “غاف-يام” في “حديقة الفضاء السيبراني” CyberSpark توفر خدمات الأمن السيبراني للجيش الإسرائيلي، وتعد جزءًا من قطاع التكنولوجيا المتقدم في بئر السبع، والذي يضم شركات عالمية ومراكز أبحاث متخصصة في الحرب الإلكترونية، بينها شركة “مايكروسوفت”.
ونتيجة الضربة الإيرانية الدقيقة، اندلعت عدّة حرائق في محيط المبنى المستهدف بالحديقة التكنولوجية التي تقع أيضًا بالقرب جامعة بن غوريون، ومن مجمع تابع للاستخبارات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، والذي يضم وحدة أوفك التكنولوجية التابعة لسلاح الجو ووحدات تكنولوجية أخرى وقيادة منطقة الجنوب في الجيش.
من جهتها، أكدت بلدية بئر السبع سقوط صاروخ بشكل مباشر في المنطقة، في حين قالت شرطة بئر السبع إن الضربة أدّت إلى إصابة 7 إسرائيليين وأضرار جسيمة بشقق سكنية وسيارات نتيجة سقوط الصاروخ. بينما تحدثت القناة 12 العبرية عن 36 مصابًا جراء سقوط الصاروخ الإيراني على بئر السبع.
من جهتها، أعلنت شركة القطارات الإسرائيلية إغلاق المحطة الشمالية في بئر السبع بسبب الأضرار التي لحقت بها جراء سقوط الصاروخ.
وحول طبيعة الضربة الصاروخية، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الصاروخ الذي سقط في بئر السبع يحمل 300 كيلوغرام من المتفجرات، ويحتوي على رأس حربي يتشظى إلى ذخائر عدة. وهي ذات الخصائص التي حملتها بعض الصواريخ الإيرانية التي أُطلقت في الهجوم الواسع يوم أمس.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، اليوم الجمعة، تفعيل صفارات الإنذار في عدّة مناطق، عقب إطلاق صواريخ جديدة من إيران، فيما زعم اعتراض 4 طائرات مسيّرة أطلقتها إيران خلال الساعات الأخيرة، في منطقتي حيفا والبحر الميت.
وعقب وصول الصاروخ الإيراني إلى هدفه في بئر السبع، زعم الجيش الإسرائيلي مهاجمة 3 منصات صاروخية جاهزة للإطلاق من إيران، مضيفًا أن “المنصات المستهدفة في إيران كانت مخصصة للإطلاق الفوري، وأن الهجوم منع إطلاقًا أكبر للصواريخ”.
استهداف الحرس الثوري الإيراني
وفي سياق العدوان الواسع على إيران الذي خلّف حتى الآن مئات الشهداء وأكثر من 1000 مصاب، أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن سقوط 3 عناصر من الحرس الثوري الإيراني جراء غارة إسرائيلية استهدفت، مساء أمس، محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران.
بدوره، زعم الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه نفذ ضربات على عشرات الأهداف العسكرية في إيران خلال الليل، منها هجوم على منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية التي ادعى أنها “تشارك في تطوير أسلحة نووية”.
وكان جيش الاحتلال قد أنذر مساء أمس، بإخلاء المنطقة الصناعية “سفيدرود” في قرية كلش طالشان الإيرانية، بدعوى الاستعداد لـ”مهاجمة بنى عسكرية”، ضمن عدوانه المستمر.
في المقابل، أعلن قائد الحرس الثوري في جنوب طهران عن تدمير مسيّرتين صغيرتين في منطقة مصفاة طهران للنفط الليلة الماضية.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد بدأ، يوم الجمعة الماضي، عدوانًا واسعًا على إيران بدعم من الولايات المتحدة، أسفر عن اغتيال قادة بارزين في هيئة الأركان والحرس الثوري، واستهداف منشآت نووية ومراكز عسكرية في عمق البلاد.
وأطلق الاحتلال اسم “شعب كالأسد” على العدوان العسكري ضد إيران، وهي العملية التي وصفها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنها تمثل “لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل”، متعهدًا باستمرارها لأيام أو حتى أسابيع، بحسب التقديرات العسكرية.
ومنذ اليوم الأول، أطلقت إيران ما أسمته عملية “الوعد الصادق 3” ردًا على الهجمات الإسرائيلية، حيث هاجمت الصواريخ الإيرانية والمسيرات، أهدافًا إسرائيلية عدّة؛ منها منصة تصفية نفط، ومقر وزارة الجيش، ومقر للموساد، ومعهد وايزمان.