شنّت إيران، مساء يوم الإثنين، هجومًا صاروخيًا استهدف قاعدة العديد العسكرية الأميركية في قطر، وذلك بعد الهجوم الأميركي الذي طال منشآت نووية في إيران فجر أمس الأحد. وأدانت دولة قطر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد، وقالت الخارجية القطرية، إن الضربة “اعتداء وانتهاك سافر لسيادة قطر”.
وشكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، إيران على “الإنذار المبكر” بعد الهجوم على قاعدة العديد في قطر، مضيفًا أنه يود أن “تتجه طهران نحو السلام والوئام في المنطقة، وسأشجع إسرائيل بحماس على أن تفعل الشيء نفسه”. وأضاف ترامب أنه “لم يصب أي أميركي بأذى، ولم تحدث أي أضرار تذكر” في الهجوم الصاروخي الإيراني.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، في بيان رسمي، استهداف قاعدة العديد في قطر، بهجوم صاروخي “مدمر وقوي” ضمن عملية “بشائر الفتح” ردًا على الهجوم الأميركي باستهداف المنشآت النووية في إيران.
وأضاف الحرس الثوري: “القواعد الأميركية والأهداف العسكرية المتنقلة في المنطقة ليست نقطة قوة في الدفاع الوطني للولايات المتحدة بل نقطة ضعف رئيسة وشوكة في خاصرة هذا النظام المُولع بالحروب”.
وأكد الحرس الثوري الإيراني: “أي تكرار للشر سيؤدي إلى تسريع انهيار المؤسسة العسكرية الأميركية في غربي آسيا وهروبها المشين منها وتحقيق التطلع المشترك للأمة الإسلامية وشعوب العالم الحرة في استئصال إسرائيل”.
وأدانت وزارة الخارجية القطرية بشدة “الاعتداء الإيراني السافر” الذي استهدف قاعدة العديد الجوية، واعتبرته انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي.
وأكدت الخارجية القطرية، في بيان، أن “الدوحة تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر، وما يتوافق مع القانون الدولي”، مشيرةً إلى أن “الدفاعات الجوية القطرية أحبطت الهجوم بنجاح وتصدت للصواريخ الإيرانية”.
وشدد البيان على أن “استمرار مثل هذه الأعمال العسكرية التصعيدية من شأنه أن يقوض الأمن والاستقرار في المنطقة”.
كما أوضحت الوزارة أن قاعدة العديد كانت قد أخليت في وقت سابق “وفقًا للإجراءات الأمنية والاحترازية المتبعة، وأنه جرى اتخاذ جميع الإجراءات لضمان سلامة العاملين بالقاعدة من منتسبي القوات القطرية والقوات الصديقة”.
وأفاد مصادر لـ”التلفزيون العربي” بأن الدفاعات الجوية القطرية “أسقطت 9 صواريخ من أصل 10 أطلقتها إيران على قاعدة العديد الأميركية”، مضيفةً أن “الصاروخ سقط في منطقة فارغة بالقاعدة العسكرية”.
بينما قال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن “القاعدة المستهدفة بالهجوم الإيراني بعيدة عن المنشآت الحضرية والمناطق السكنية بقطر”، وأن “الهجوم لا يشكل أي تهديد للشقيقة قطر وشعبها الكريم”.
وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، نفلًا عن مسؤولين إيرانيين، أن “إيران نسّقت الهجمات على القاعدة الجوية الأميركية في قطر مع مسؤولين قطريين، وقدّمت إشعارًا مسبقًا بأن الهجمات قادمة بهدف تقليل عدد الإصابات”.
وبحسب الصحيفة، أوضح المسؤولون أن إيران “كانت بحاجة رمزية للرد على الولايات المتحدة، لكنها في الوقت ذاته أرادت تنفيذ الهجوم بطريقة تتيح لجميع الأطراف مخرجًا”. ووصفوا هذه الاستراتيجية بأنها “مشابهة لما حدث في عام 2020، حينما أبلغت إيران العراق مسبقًا قبل إطلاق صواريخ باليستية على قاعدة أميركية في العراق، وذلك عقب اغتيال قائدها العسكري البارز قاسم سليماني”.
وكانت الخارجية القطرية أعلنت عن إيقاف حركة الملاحة الجوية في أجوائها مؤقتًا قبل نحو ساعة من تنفيذ الضربة الإيرانية.
قال مصدران مطلعان لـ”سي إن إن”، إن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ظل على اتصال مع مسؤولين إيرانيين منذ الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية في نهاية الأسبوع، في حين تواصل الإدارة السعي إلى حل دبلوماسي للصراع.
في الأثناء، علّقت الخطوط الجوية الكويتية الرحلات المغادرة من الكويت. كما أعلنت البحرين إغلاق مجالها الجوي مؤقتًا “كإجراء احترازي” بعد أن هاجمت إيران قاعدة العديد العسكرية التي تديرها الولايات المتحدة في العاصمة القطرية الدوحة.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع القطرية أن الدفاعات الجوية القطرية تمكنت من اعتراض الهجوم الصاروخي، مؤكدة عدم وقوع أي إصابات أو وفيات، وأن الأجواء القطرية آمنة، والقوات المسلحة على أهبة الاستعداد. ودعت الوزارة المواطنين والمقيمين إلى متابعة التوجيهات الرسمية.
ولقيت الضربة الإيرانية في قطر إدانات واسعة من عدّة دول عربية، أبرزها؛ السعودية والإمارات ومصر والبحرين وعمان والأردن ولبنان، وكذلك من السلطة الفلسطينية.
وفجر الأحد، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنفيذ هجوم واسع على ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، مؤكدًا أن العملية استهدفت تدمير قدرات الجمهورية الإسلامية على تخصيب اليورانيوم، وعلى رأسها المنشأة المحصنة في “فوردو”.