تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها، لليوم الـ152 على التوالي، و139 يومًا على مخيم نور شمس، وسط تصعيد عسكري واسع النطاق، ترافقه عمليات اقتحام وهدم واعتقالات، ما أسفر عن دمار شامل وتهجير آلاف المواطنين.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت عدة أحياء في المدينة ومخيميها، ونفذت عمليات دهم وتفتيش واحتجاز ميداني، وسط تعزيزات عسكرية مكثفة من الآليات وفرق المشاة، خاصة في الحيين الجنوبي والشرقي من المدينة.
وفي مخيم نور شمس، اقتحمت قوات الاحتلال حارة المحجر، وداهمت منازل المواطنين، واحتجزت مجموعة من الشبان بعد إخضاعهم لتحقيق ميداني، قبل أن تطلق سراحهم لاحقًا. كما نصبت حاجزًا طيارًا في محيط دوار ضاحية اكتابا، وأطلقت الرصاص الحي خلال تفتيش المركبات واحتجاز الشبان.
ونفذت القوات كذلك عمليات مداهمة في محيط مسجد الفردوس بشارع نابلس، وسط انتشار مكثف للآليات العسكرية، وإقامة حواجز مفاجئة أعاقت حركة المركبات والمواطنين.
وتواصل قوات الاحتلال أعمال إزالة ركام المنازل التي هدمتها خلال الأيام الماضية في مخيم نور شمس، خصوصًا في حارات المنشية، والمسلخ، والعيادة، والجامع، فيما شهد مخيم طولكرم خلال أسبوعين فقط هدم أكثر من 50 مبنى في حارات البلاونة، والعكاشة، والنادي، والسوالمة، والحمام، ومحيط المدارس.
ويخضع المخيمان لحصار عسكري مشدد، وسط انتشار كثيف للآليات والجرافات في الأزقة والمداخل، ومنع المواطنين من دخول منازلهم أو تفقد ممتلكاتهم، مع إطلاق نار مباشر يستهدف كل من يقترب من المنطقة.
ويأتي هذا التصعيد في إطار خطة إسرائيلية أعلنت عنها سلطات الاحتلال في أيار/مايو الماضي، لهدم 106 مبانٍ في المخيمين (58 في طولكرم و48 في نور شمس)، بذريعة “فتح الطرق وتغيير المعالم الجغرافية”.
وأسفر العدوان عن تهجير أكثر من 5,000 عائلة (ما يزيد عن 25,000 مواطن)، وتدمير أكثر من 500 منزل تدميرًا كليًا، وتضرر 2,573 منزلًا جزئيًا، فضلًا عن استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر، وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من السكان.
كما تواصل قوات الاحتلال إغلاق حاجز عناب شرق المدينة، ونصب الحواجز الطيارة على جسر جبارة جنوبًا، إلى جانب تحويل شارع نابلس إلى ثكنة عسكرية، عبر الاستيلاء على منازل وإخلائها قسرًا، ما فاقم معاناة السكان وأعاق حركتهم اليومية.
وأسفر العدوان المستمر حتى الآن عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما في الشهر الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير واسع طال البنية التحتية والمنازل والمركبات.