طلبت إسرائيل من شركة “أبل”، كشف معلومات حول مستخدمين تلقوا إشعارات “Push”/ الإشعارات الفورية حتى عندما لا يكون المستخدم في التطبيق أو الموقع، من تطبيق معين، وذلك بالاستناد إلى مُعرف فريد يربط بين الإشعارات والتطبيقات التي أرسلتها.
وبهذا، سعت إسرائيل لكشف هوية المستخدمين الذين تلقوا الإشعارات وربما أيضًا جمع معلومات إضافية قد تحمل قيمة استخباراتية، مثل الموقع الجغرافي الذي كانوا فيه عند تلقي الإشعار. لكن، شركة أبل رفضت هذا الطلب، بحسب ما ورد في تقارير رسمية نشرتها الأسبوع الماضي.
تم تقديم الطلب في النصف الثاني من عام 2023، وتعلّق بحوالي 700 مُعرّف طلبت إسرائيل الحصول على معلومات بشأنها، وفقًا لبيانات وردت في تقارير الشفافية نصف السنوية الخاصة بأبل. وقدّر خبراء تحدّثوا إلى “هآرتس” أن إسرائيل حاولت من خلال هذا الطلب تحديد كافة مستخدمي تطبيق واحد بعينه.
ولو حصلت إسرائيل على المعلومات من أبل، لكان بالإمكان تحديد هوية المستخدمين، ومعرف Apple الرئيسي الخاص بهم (Apple ID)، وبيانات حساب iCloud، بما في ذلك عنوان البريد الإلكتروني وربما حتى عنوان السكن. إضافة إلى ذلك، كان يمكن معرفة التطبيق المستخدم ومواعيد تلقي الإشعارات. وقد تتيح تلك البيانات أيضًا معرفة الموقع الجغرافي للمستخدمين عند استلامهم الإشعارات، ما قد يكشف عن علاقات بينهم من خلال تقاطع البيانات الزمنية والمكانية.
وإمكانية طلب هذا النوع من المعلومات كُشف عنها في عام 2023، عندما وجّه السيناتور الأمريكي رون وايدن رسالة إلى وزارة العدل الأميركية كاشفًا أن أبل وغوغل توفران إمكانية الوصول إلى هذا النوع من البيانات. ومنذ كانون الأول/ديسمبر 2023، حدّثت أبل سياستها، وأصبحت تطلب أمرًا قضائيًا لإلزامها بالاستجابة لمثل هذه الطلبات.
أما غوغل، فلم تنشر حتى الآن أي معلومات حول طلبات مشابهة، ولا يُعرف ما إذا كانت إسرائيل توجه طلبات مماثلة إليها لجمع معلومات عن مستخدمي أجهزة أندرويد.
ارتفاع في طلبات المعلومات من إسرائيل
لا يزال غير معروف كيف حصلت إسرائيل على تلك المُعرّفات أو ما الذي كانت تسعى إليه من خلال المعلومات المطلوبة، أو ما هو الأساس القانوني لطلبها. لكن تحليل التقارير يُظهر أن هناك ارتفاعًا كبيرًا في عدد الطلبات المقدمة من إسرائيل إلى أبل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بما في ذلك طلبات تتعلق بمستخدمين وأجهزة محددة.
وبالمجمل، قدّمت إسرائيل 282 طلبًا منذ عام 2014 (أقدم سنة تتوفر بشأنها بيانات)، منها 120 قبل تموز/يوليو 2023. ومن تموز/يوليو 2023 إلى تموز/يوليو 2024، قدمت إسرائيل 162 طلبًا إضافيًا.
وفي الفترة السابقة، كانت إسرائيل تقدم طلبات محدودة تتعلق بأجهزة معينة بهدف معرفة هوية أصحابها، وقد استجابت أبل لمعظمها. لكن ابتداءً من تموز/يوليو 2023، قدمت إسرائيل 35 طلبًا تتعلق بما لا يقل عن 64 جهاز آيفون أو آيباد مختلف. وخلال تلك الفترة، ورغم زيادة عدد الطلبات، انخفضت نسبة استجابة أبل، حيث استجابت فقط لنحو نصف الطلبات.
كما رفضت أبل طلبًا قدمته إسرائيل في النصف الثاني من عام 2023 لحظر مستخدم من الاستمرار في استخدام جهازه وحسابه على منصاتها.
في عام 2024، بدأت إسرائيل بتقديم نوع جديد من الطلبات، يندرج ضمن فئة “الطوارئ”، والتي تُستخدم في حالات وجود خطر على حياة إنسان، مثل طلب تحديد هوية مهاجم أو تعقّب هاتف شخص مفقود. وخلال العام، قدمت إسرائيل تسعة طلبات من هذا النوع، استجابت أبل لسبعة منها.
أما فيما يخص طلبات الوصول إلى معلومات الحساب أو البريد الإلكتروني للمستخدم، فقد استجابت أبل لحوالي 15 من أصل 37 طلبًا. مع ذلك، أوضحت الشركة أنها لم تُسلّم أي محتوى مثل رسائل بريد أو مستندات، بل فقط معلومات تعريفية كعناوين IP أو سجلات استخدام.