كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن تحركات دبلوماسية مكثفة تقوم بها الولايات المتحدة و”إسرائيل” بهدف منع تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى تفكيك “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، التي تتولى توزيع المساعدات في قطاع غزة، ضمن آلية أميركية-إسرائيلية مرفوضة دوليًا ومحليًا على نطاق واسع. حيث تحولت نقاط التوزيع إلى “مصائد موت” تحصد أرواح عشرات المجوّعين يوميًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن مشروع القرار، الذي يحظى بدعم من عدة دول أوروبية، يستهدف وقف عمل الشركة الأميركية الخاصة في ظل اتهامات تتعلق بتهريب مخدرات عبر المؤسسة، وهي اتهامات أثيرت خلال نقاش مغلق في مجلس الأمن عقد يوم الجمعة الماضي. وفقاً لممثل روسيا، فقد قُدمت تقارير تشير إلى عمليات تهريب مخدرات بمساعدة المؤسسة.
وعقب النقاش، أصدرت الأمم المتحدة توجيهات لمنظماتها ووكالاتها بعدم التعاون مع المؤسسة. وأفادت الصحيفة بأن الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية تستعدان لجلسة أخرى لمجلس الأمن، مقررة يوم الاثنين، لمواجهة المشروع ومحاولة إحباط تمريره.
وعبّر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، في مقابلة مع موقع صحيفة يديعوت أحرونوت عن موقفه من المبادرة، معتبرًا أن هناك “محاولات لإحباط العمل الإغاثي عبر نشر معلومات مضللة حول المؤسسة”.
في الوقت نفسه، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ووصفها بـ”الرهيبة”، وقال إن آلية إيصال المساعدات الحالية في غزة غير آمنة بطبيعتها وهي تؤدي إلى الموت، مضيفًا: “لا يجب أن يكون البحث عن الطعام حُكمًا بالإعدام”.
وأكد غوتيريش أن “الجهود الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة تتعرض للاختناق”، وأن “العاملين في مجال الإغاثة بغزة أنفسهم يعانون من الجوع”. وشدّد أنه “على إسرائيل بصفتها قوة احتلال، أن تُسهّل إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء القطاع”، داعيًا إلى وقف الحرب على غزة.
ويتصاعد الغضب الدولي تجاه آليّة توزيع المساعدات في قطاع غزة، وسط اتهامات متكررة بأن “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة إسرائيليًا وأميركيًا تحوّلت إلى فخ قاتل لأهالي قطاع غزة.
واتّهمت الأمم المتحدة و”أطباء بلا حدود” الآلية بالتسبب بمجازر، في الوقت الذي كشف المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، عن العثور على مواد مخدّرة في أكياس الطحين. وذلك بعد أن اتّهم تقرير لصحيفة “هآرتس” جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار عمدًا على المدنيين الجوعى.
