أعلنت وزارة الصحة استشهاد الطبيب مروان السلطان، مدير المستشفى الإندونيسي، إثر غارة إسرائيلية على منزله في مدينة غزة، يوم الأربعاء.
ونعت وزارة الصحة الشهيد مروان السلطان، “شهيد الواجب الإنساني والوطني”، وأكدت أن عددًا من أفراد أسرته استشهدوا معه نتيجة الغارة الإسرائيلية.
وقالت وزارة الصحة، إن كل جريمة بحق الطواقم الطبية والإنسانية تؤكد على المنهجية الدموية والإصرار المسبق على استهدافهم المباشر والمتعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت أن الشهيد مروان السلطان رحل “بعد مسيرة عطاء طويلة قضاها في ميادين الطب والرحمة، وكان خلالها رمزًا للتفاني والصمود والإخلاص، في أصعب الظروف وأشدّ اللحظات التي عاشها شعبنا تحت العدوان المتواصل”.
وشهد الطبيب الشهيد مروان السلطان عشرات المجاز أثناء عمله في المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، وشارك مع ”الترا فلسطين” شهادات مفصلة خلال حرب الإبادة.
وفي 25 آب/أغسطس 2024، حذر مروان السلطان من توقف العمل في قسم العناية الفائقة بالمستشفى، نتيجة تعمد الاحتلال تقليص كميات الوقود اللازمة لتشغيل المستشفى الواقع في شمال مدينة غزة، وتأخير وصولها للمستشفى.
وأكد السلطان لـ الترا فلسطين أن الأطباء في المستشفى الإندونيسي يضطرون في بعض الأحيان إلى إجراء عمليات جراحية على الأرض، وعمليات بتر أطراف في قسم الطوارئ، وهذا يرجع أولاً، إلى نقص الإمكانيات، وثانيًا، إلى العدد الهائل من الإصابات.
وفي حوار بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2024، حذر مروان السلطان من أن هناك تهديدًا حقيقيًا بأن تدفع جرائم الاحتلال لإسقاط المنظومة الصحية في شمال قطاع غزة، و”هذا يعني كارثة عظيمة، وحكمٌ بالقتل المتعمد والمبكر على المصابين والمرضى”.
وفي مقابلته الأخيرة مع الترا فلسطين، بتاريخ 17 أيار/مايو، قال مروان السلطان إن “كل شيء ينقص في غزة إلا الموت”. حينها، كان السلطان شاهدًا على اسقبال 71 شهيدًا في ليلة دامية، إضافة لتوغل جيش الاحتلال في محيط المستشفى الإندونيسي، وقد أوضح في حديثه لـ الترا فلسطين أن “الانفجارات الملاصقة للمستشفى أدت إلى تحطم نوافذ غرف العناية المركزة، مما هدد سلامة المرضى والطواقم الطبية التي تعمل تحت ضغط متزايد”.
وبحسب مصادر محلية، فقد استُشهد مع مروان السلطان زوجته وخمسة من أبنائه كاتوا معه في شقته لحظة الغارة الإسرائيلية.
وكانت وزارة الصحة أعلنت، قبل عصر اليوم، أن 142 شهيدًا و487 إصابة وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة في الـ24 ساعة الماضية، ما يرفع إجمالي ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر إلى 57 ألفًا و12 شهيد، بينهم 6454 شهيدًا قتلوا بعد استئناف حرب الإبادة في 18 آذار/مارس الماضي.
