مساعٍ إسرائيلية لإقامة “مدن خيام” في جنوب القطاع بهدف تهجير أهالي الشمال

صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، فجر الأحد، على خطة لتوسيع توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، لتشمل شمال القطاع أيضًا، رغم معارضة الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. وترافقت هذه الخطوة مع مساعٍ حكومية لإقامة ما يُعرف بـ”مدن خيام” في جنوب القطاع، بهدف تهجير السكان من الشمال، تحت ذريعة “فصل المدنيين عن حركة حماس”.

وبحسب الإذاعة العبرية العامة، استمرت مداولات الكابينيت حتى ساعات الفجر الأولى، في جلسة استغرقت أكثر من خمس ساعات، وسط أجواء مشحونة وتبادل اتهامات بين القادة السياسيين والعسكريين، تمحورت حول توقيت خطة توزيع المساعدات وإمكانية تنفيذها، إلى جانب الجدل حول ما بعد وقف إطلاق النار المحتمل.

وشهدت الجلسة مواجهة مباشرة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير، حول مدى جدوى خطة “مدن الخيام” وإمكانية تنفيذها خلال أيام. ووفقًا لما نقلته الإذاعة العبرية العامة، شدد نتنياهو على ضرورة “إغراق” منطقة رفح بالمساعدات الإنسانية، لحثّ السكان على النزوح إليها، وطلب من الجهات الأمنية وضع خطة تنفيذية قبل يوم الخميس.

في المقابل، أبدت المؤسسة الأمنية والعسكرية تحفظات شديدة على الخطة، محذّرة من تعقيدات ميدانية ولوجستية، خاصة خلال فترة التهدئة، ما فاقم التوتر بين المستويين السياسي والعسكري داخل الكابينيت. وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل وهدنة أصبحت قريبة.

ووفقًا لما أفادت به الإذاعة العبرية العامة، أبدى نتنياهو امتعاضه من بطء الجيش في تنفيذ توزيع المساعدات، وقال خلال الجلسة: “لا داعٍ للانتظار، يجب البدء فورًا”. وتم عرض صور تظهر فلسطينيين يركضون باتجاه مراكز المساعدات، فقال رئيس الأركان: “انظروا إلى الجنود، المدنيون على مقربة منهم”، فرد بن غفير بعصبية: “ولماذا نعرض الجنود للخطر لأجل توزيع الطعام؟”. فأجابه نتنياهو: “لأنهم جوعى، وعندما تصلهم كميات كافية سيتوقفون عن الركض”.

لكن بن غفير رد بعنف: “يجب وقف المساعدات فورًا. هذا هو سلوكهم، حتى عندما أُفرج عن أسيرات، ركضوا خلفهن، هل كانوا جائعين أيضًا؟”، فتدخلت الوزيرة أوريت ستروك لانتقاد أداء الحكومة، ما دفع الوزير دافيد أمسالم للقول بسخرية: “إذا كان الأمر كذلك، فتولّي أنتِ المسؤولية”.

كما أفادت الإذاعة العبرية العامة أن الجلسة شهدت أيضًا مشادات بين منسق أعمال الحكومة في الأراضي المحتلة غسان عليان، والوزيرين سموتريتش وبن غفير بشأن مصير المساعدات. واعترف عليان أن “99% من الشاحنات تُنهب من قبل السكان”.

وشهد الاجتماع أيضًا مشادة حادة بين سموتريتش ورئيس الأركان زامير، دفعت بنتنياهو إلى التدخل وضرب الطاولة، مطالبًا بإنهاء التراشق الشخصي وتحويل النقاش إلى مسار مهني. واتهم سموتريتش الجيش بالتقصير في تنفيذ ما وصفه بـ”الفصل الإنساني”، بينما رد زامير بأن الوزير لا يقوم سوى بانتقاد الجيش وقوات الاحتياط.

وفي سياق المفاوضات، نقلت الإذاعة العبرية العامة عن جهات مطلعة أن اعتراضات حماس على كيفية انسحاب الجيش الإسرائيلي تُعد “عقبة حقيقية” من وجهة النظر الإسرائيلية، وقد تصعّب التوصل إلى اتفاق خلال محادثات الدوحة. وتُصر إسرائيل على الإبقاء على وجود عسكري في محوري صلاح الدين (فيلادلفيا) و”موراغ” خلال الهدنة، وهو ما ترفضه حماس بشكل قاطع.

وتنص المسودة الأولية للاتفاق، بحسب الإذاعة العبرية العامة، على أن “خارطة انتشار القوات ستُحدد لاحقًا في مفاوضات تفصيلية”، ما يفتح المجال لمفاوضات معقدة في العاصمة القطرية، بوساطة قطرية وأميركية.

وفي سياق متصل أفادت الإذاعة العبرية العامة أنه “من المتوقع أن يضم الوفد المفاوض إلى المحادثات في الدوحة، عاصمة قطر، “م”، نائب رئيس جهاز الشاباك، الذي أدار طاقم التفاوض خلال الأشهر الأخيرة، ومنسق شؤون الأسرى والمفقودين، العميد (احتياط) غال هيرش، إلى جانب ممثلين عن جهازي الشاباك والموساد”.

28
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المشاركات الأخيرة: