قال موقع “واللا” العبري، يوم الأحد، إن الساعات القادمة “حاسمة” بشأن ملف غزة، وإنه “في حال عدم التقدم بالمفاوضات فإن الجيش الإسرائيلي سيبدأ بمناورة عسكرية واسعة” في قطاع غزة. جاء ذلك في تقرير لمراسل موقع “واللا” للشؤون العسكرية أمير بخبوط، تحت عنوان “اليوم الحاسم: إذا فشلت المفاوضات مع حماس – الجيش الإسرائيلي سيبدأ عملية في قلب غزة”.
وخلص إلى أن المفاوضات مع حماس وصلت إلى “مفترق حاسم”، حيث يُهدد الجهاز الأمني الإسرائيلي “بأن عدم إحراز تقدم في الساعات المقبلة سيدفع الجيش إلى إطلاق عملية عسكرية واسعة داخل قلب قطاع غزة، مع تحركات ميدانية مكثفة تهدف إلى السيطرة على مناطق استراتيجية وحصار مخيمات اللاجئين، وسط قلق شديد على مصير الأسرى الإسرائيليين”. ويأتي هذا التهديد رغم أن حرب الإبادة على القطاع تشهد تصعيدًا مستمرًا، وسط تكثيفٍ للمجازر التي تُرتكب بحق المدنيين.
وبحسب بخبوط، في الأيام الأخيرة صدرت رسائل “إيجابية جدًا” من منظومة الأمن والمسؤولين السياسيين بشأن تقدم في صفقة التبادل مع حماس، لكن الوقت مضى ولم يُبلغ عن أي اختراق حقيقي.
في مستهل التقرير، يحذر المسؤولون في منظومة الأمن من خطورة عدم إحراز تقدم في المفاوضات خلال الساعات القادمة: “تحذر منظومة الأمن: بدون تقدم في المفاوضات خلال الساعات القادمة، من المتوقع أن يوافق المستوى السياسي على مناورة عسكرية نحو قلب غزة وحصار مخيمات الوسط. الجيش الإسرائيلي حسم قتال قرية جباليا، وكتيبة بيت حانون، ويتقدم في خانيونس. وفي الخلفية هناك قلق شديد على مصير الأسرى”.
وينقل التقرير عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين، بأن الطرفين “يرغبان بشدة في التوصل إلى اتفاق، لكن هناك خلافات لا تزال قائمة يمكن أن تُحل تحت ضغط الوسطاء خلال الساعات القادمة”.
وقال المسؤولون إن “المستوى السياسي لن ينتظر طويلًا، وسيضطر إلى ممارسة ضغوط عسكرية إضافية على حماس، من بينها مناورة نحو قلب مدينة غزة، مع تحريك السكان إلى جنوب القطاع، وحصار مخيمات الوسط إلى جانب دير البلح”.
ويتناول التقرير القتال في خان يونس باستخدام أساليب لتجميع المسلحين وقتلهم مع جهود لتدمير الأنفاق: “القتال في خان يونس يتركز بشكل رئيسي على حركة تشبه الافخاخ تهدف إلى تجميع المسلحين في نقطة واحدة وقتل عدد كبير منهم. إلى جانب ذلك، هناك جهود هندسية واسعة لاكتشاف وتدمير البنية التحتية تحت الأرض. ونتيجة لذلك، سيضطر المسلحون إلى الصعود فوق الأرض ليكونوا معرضين للقتال مع قوات الجيش على الأرض والجو.”
في سياق متصل، كشفت الإذاعة العبرية العامة أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو سيعقد، مساء اليوم، جلسة حاسمة لمناقشة ملف قطاع غزة، في وقت تستمر فيه المفاوضات غير المباشرة في العاصمة القطرية الدوحة رغم الجمود الذي يكتنفها. وتسعى حكومة نتنياهو، في إطار جهودها لتجنب أزمة داخل الائتلاف وضمان الدعم للاتفاق الجاري التفاوض بشأنه، إلى احتواء الخلافات عبر لقاءات مع الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير التي جرت مساء أمس.
وكانت وكالة رويترز نقلت، أمس، عن مصادر فلسطينية وإسرائيلية أن المحادثات غير المباشرة، التي تُعقد بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، تركّز على اقتراح أميركي لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، لكنها تعثرت بسبب الخلاف على مدى انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
وأكد مصدر فلسطيني للوكالة أن حماس رفضت الخرائط الإسرائيلية، التي تتضمن الإبقاء على نحو 40% من قطاع غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك منطقة رفح بالكامل وأراضٍ في شمال وشرق القطاع. فيما أوضح مصدران إسرائيليان أن حماس تُطالب بانسحاب الجيش إلى الخطوط التي تم الاتفاق عليها في وقف إطلاق النار السابق، قبل خرق إسرائيل وقف إطلاق النار في آذار/ مارس الماضي.
وأوضح المصدر الفلسطيني أن الخلاف لا يقتصر على الانسحاب فقط، بل يشمل أيضًا قضايا تتعلق بالمساعدات وضمانات إنهاء الحرب، معتبرًا أن الأزمة قد تُحل في حال حدوث تدخل أميركي مباشر أكبر.