أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استكماله شق محور جديد يقسم شرق مدينة خان يونس عن غربها بحسب موقع “واللا” الإسرائيلي.
وقال الموقع إن الجيش “ينفذ عملية هندسية تهدف لتعزيز وجوده وتوسيع قواعده في المنطقة العازلة”. ونقل عن مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي يصمم الميدان بطريقة تمكنه من فرض سيطرة أفضل خلال وقف إطلاق النار وما بعده، مضيفا أن أنشطة الجيش الهندسية تبعث رسالة واضحة بأنه يستعد للبقاء طويلا.
ويمتد الطريق الذي أطلق عليه جيش الاحتلال اسم “ماجن عوز” على 15 كيلومترا، ويتصل بممر موراج، الذي يفصل خان يونس عن رفح.
ويشكل الطريق “جزءا أساسيا من ممارسة ضغوط على حماس ومواجهة لواء خان يونس” بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، التي قالت نقلا عن مصادر عسكرية إن الجيش الإسرائيلي “قتل عشرات المقاتلين ودمر أنفاقا ومخابئ أسلحة لحركة حماس خلال عمليات الفرقة في خان يونس”.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 196 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، وسط دمار شامل للبنية التحتية ومجاعة حصدت أرواح العديد من المدنيين.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الطريق قسّم فعليا خان يونس لتحويل كل ما يقع شرق محور “ماجن عوز” إلى منطقة شبيهة برفح محتلة وخالية من حماس، وتخضع لسيطرة إسرائيل الكاملة والمستمرة.
وأضافت: يمكن إضافة منطقة شرق خان يونس -التي تعادل مساحتها 10% إلى 15% من قطاع غزة- إلى رفح التي تعادل مساحتها نحو 15% إلى 20% من مساحة القطاع.
وقال مراسل الإذاعة إن شق المحور الجديد يعطي إمكانية توسيع “المدينة الإنسانية” المستقبلية إلى مساحة أكبر، واستيعاب المزيد من المدنيين الغزيين في المستقبل.
وأضاف أن محور “ماجن غوز” يعطي الجانب الإسرائيلي ورقة مساومة في المفاوضات من الآن فصاعدا، مشيرا إلى أنه يُمكن التفاوض ليس فقط حول الانسحاب من محور موراج، بل أيضا حول الانسحاب من محور “ماجن عوز”.
واقع أمني جديد
وقال المختص في الشؤون الأمنية والعسكرية أسامة خالد إن الهدف من التحركات الإسرائيلية الحالية هو استكمال مشروع الجزر الذي أقره رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي، مشيرا إلى أن هذا المشروع يعتمد على تقسيم الجغرافيا الفلسطينية لأهداف إدارية وعملياتية.
وأضاف خالد، أن هذه التحركات تأتي في سياق تسريع الأعمال في الجزء الجنوبي من القطاع، جهة محور موراج ومحافظة رفح، موضحا أن إسرائيل تعتبر هذه المنطقة ورقة قوة بيدها وتجهزها لمناطق تهجير السكان الغزيين ضمن خطتها الشاملة.
وأكد أن هذه الخطة الإسرائيلية تنسجم مع استراتيجية خلق واقع أمني وسياسي جديد في قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن خطة إقامة ما تعرف بمدينة إنسانية في جنوبي غزة، أصبحت تثير خلافات بين القيادتين السياسية والأمنية بحسب “رويترز”.
وأضافوا أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رفض الخطة التي كان قد طلبها سابقا من الجيش لإقامة ما يوصف بمدينة إنسانية، وأمر بإعداد بديل أرخص وأسرع.
كما نقلت “رويترز” عن مصدر عسكري إسرائيلي أن الخطة معقدة وتتطلب ترتيبات لوجيستية دقيقة للبنية التحتية مثل الصرف الصحي والنظافة والخدمات الطبية وإمدادات المياه والغذاء.
وتستهدف خطة إنشاء المدنية الإنسانية في مرحلتها الأولى نقل نحو 600 ألف نازح فلسطيني إلى هذه المنطقة، مع إقامة 4 مراكز لتوزيع المساعدات تديرها منظمات دولية، على أن يتم نقل جميع سكان غزة لاحقا، وفق تصريحات وزير الدفاع يسرائيل كاتس.