الحرب على غزة: الاحتلال يوسع عدوانه في دير البلح وسط التجويع المستمر

شنَّ جيش الاحتلال غارات عنيفة ومكثفة على دير البلح وسط قطاع غزة، ليلة الإثنين وفجرًا، بالتزامن مع توجه لدى المستوى العسكري لتوسيع العدوان باتجاه المناطق الوسطى واحتلال قطاع غزة بالكامل، في حال فشل انهيار المفاوضات، وذلك وسط المجاعة المتفاقمة نتيجة الحصار وحرب التجويع.

وأفادت مصادر محلية بأن جيش الاحتلال نفذ غارات على منازل لعائلات الفليت وبخيت وأبو غراب في دير البلح، كما استهدف شارع صلاح الدين في جنوب دير البلح، واستهدف أيضًا المناطق الشرقية في دير البلح، ما أدى إلى شهداء وإصابات، إضافة إلى حركة نزوح واسعة.

وأوضحت المصادر أن النيران اشتعلت في قصر أبو سليم في منطقة الحكر جنوب غربي دير البلح جراء تعرضه لقصف بقذيقة مدفعية.

وجاءت هذه الغارات بعدما أصدر جيش الاحتلال، صباح أمس الأحد، أوامر إخلاء للسكان في جنوب دير البلح، وأمرهم بالتوجه إلى منطقة المواصي.

وتزامنت الغارات مع نشر القناة الـ12 الإسرائيلية أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير قدم خطة إلى المستوى السياسي لتنفيذها في حال فشل انهيار المفاوضات، تقوم على توسيع الحرب البرية باتجاه المناطق الوسطى في القطاع، واحتلاله بالكامل، غير أن هيئة البث الإسرائيلية قالت إن الجيش لم يبدأ بعد عملية عسكرية في دير البلح، مبينة أن إعلان عزمه دخول جنوب غرب المدينة قد يكون وسيلة ضغط لدعم جهود المفاوضات.

يأتي ذلك بينما قالت هيئة البث إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن حركة حماس ستقبل الخرائط الجديدة التي قدمتها إسرائيل لإعادة انتشار القوات في قطاع غزة خلال وقف إطلاق النار، وبالتالي فإن “اختراقًا” قد يحدث خلال الأيام القادمة في ملف المفاوضات، وفقًا للمصدر الإسرائيلي الذي تحدث للقناة.

من جانبها، حذرت عائلات الأسرى الإسرائيليين من أن  توسيع القتال في القطاع يشكل خطرًا على الرهائن، مؤكدة أن هناك حاجة ملحة لإنجاز اتفاق فورًا، “فلا يمكن للحكومة أن تتنصل من مسؤوليتها حيث فقد بعض الرهائن حياتهم في الأسر” وفق قولها.

بينما قال آفي أشكنازي، الصحفي في صحيفة “معاريف”، إن الهجوم على دير البلح لن يحقق الحسم ضد حماس، مضيفًا أن الجهد الحقيقي يجب أن يكون على المستوى السياسي. وتابع: “لا يمكن التصرف وكأن الجيش لا يدفع ثمنًا أو أن الاستنزاف غير قائم”.

وفي السياق، دخلت إلى قطاع غزة، الليلة الماضية، شاحنات تحمل مساعدات طبية وأدوية من خلال الهيئة الدولية للصليب الأحمر. رغم ذلك يواصل الاحتلال حرب التجويع ضد قطاع غزة، حيث أفيد مساء أمس باستشهاد شاب من ذوي الإعاقة بسبب سوء التغذية، وهو الشهيد الـ19 في الـ24 ساعة الأخيرة بسبب المجاعة.

وقال برنامج الأغذية العالمي إن أزمة الجوع في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة، والناس يموتون لنقص المساعدات، مبينًا أن واحدًا بين كل ثلاثة أشخاص في قطاع غزة لا يتناول الطعام لمدة أيام.

وأكد برنامج الأغذية العالمي أن جيش الاحتلال يواصل إطلاق النار على منتظري المساعدات رغم أنهم لم يفعلوا سوى محاولة الحصول على على غذاء وهم على شفا المجاعة.

وقال المتحدث الإقليمي باسم اليونيسيف سليم عويس، إن قطاع غزة يعيش واقعًا مأساويًّا وباتت مقبرة للأطفال بسبب تخاذل العالم.

وبيَّن عويس أن إسرائيل ترفض الكثير من طلبات إدخال المساعدات، مؤكدًا أن الحصار على غزة والتضييق على إدخال المساعدات يسهم في زيادة الوفيات.

كما أكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن العائلات في قطاع غزة تواجه جوعًا كارثيًّا، والأطفال يعانون من الهزال وبعضهم يموت قبل أن يصلهم الطعام، مضيفًا أن الباحثين عن الطعام يخاطرون بحياتهم وتطلق النار على كثير منهم.

وشدَّد المكتب الأممي أن وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق ضرورة قانونية وأخلاقية، وأن تجويع المدنيين جريمة حرب ولا يجوز استخدامه كسلاح حرب.

65
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المشاركات الأخيرة: