بلغ الجوع ذروته في قطاع غزة بعد إحكام إسرائيل حصارها وإغلاق المعابر ومنعها إدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية بالتوازي مع حرب طاحنة غير مسبوقة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل 19 حالة وفاة خلال 24 ساعة بسبب اشتداد أزمة المجاعة في القطاع، مع نفاد مخزونات الطعام لدى غالبية الغزيين، وكذلك توقف جميع المؤسسات التي تقدم مساعدات غذائية.
وبرزت الطفلة رزان أبو زاهر، التي تبلغ الرابعة من العمر، من بين الضحايا، إذ أفاد مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (وسط القطاع) باستشهادها نتيجة سوء التغذية والجوع داخل قسم الأطفال.
وشيع الأهالي في خان يونس جنوبا الطفل يحيى النجار البالغ من العمر 4 أشهر، بعدما توفي أيضا بسبب الجوع المتفاقم إثر منع دخول المساعدات الإنسانية من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وتتسارع أعداد الوفيات في غزة، إذ يتوقف نبض غزي مع كل ساعة تمر وتنطفئ روح أخرى بسبب سياسة التجويع التي تستخدمها إسرائيل سلاحا في حربها المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويلتحق يوميا بقائمة القتل في غزة رضيع أو طفل أو امرأة أو رجل افترسه ألم الأمعاء الخاوية، فلم يعد الجوع خبرا يُروى بل مشاهد باتت في أرجاء قطاع غزة وأزقته الضيقة.
ووثقت الكاميرات أبا جائعا يحمل رضيعا جائعا لم يدخل الفتات أمعاءه منذ يومين، ليصل إلى مستشفى يغصّ بالمجوعين، ويستقبله في الوقت ذاته طبيب يخجل من أن يقول للأب الجائع، إنه هو أيضا يموت جوعا.
ووثقت وسائل إعلام محلية في قطاع غزة تمدد الجوع المفترس في غزة بإرادة الاحتلال الإسرائيلي وعجز العالم، ونقلوا واقع الألم القاتل.
ورصدت مشاهج لسقوط سيدة فلسطينية على الأرض أمام بوابة مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، وقال إن الانهيار بسبب شدة الجوع.
وكانت وزارة الصحة في غزة قالت إن أعدادا غير مسبوقة من المواطنين المُجوعين من كافة الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالات إجهاد وإعياء شديدين.
وقالت مصادر محلية، إن جميع السكان داخل القطاع باتوا مجوعين، وصار الحصول على الطعام بشق الأنفس.
وفي إشارة إلى حجم الكارثة وخطورتها، أطلقت سيارات الإسعاف في مختلف مناطق قطاع غزة ومستشفياتها صفاراتها في وقت متزامن اليوم، لعل العالم يرى ما يجري في غزة من إبادة وتجويع.
وقالت وزارة الصحة في القطاع إن إطلاق الصفارات بالقطاع، هو نداء استغاثة وتحذير من تفاقم المجاعة وتدهور الوضع الصحي، بسبب سياسة التجويع التي يتبعها الاحتلال.
وأكدت الوزارة استشهاد أكثر من 900 فلسطيني -بينهم 71 طفلا- بسبب الجوع وسوء التغذية، إضافة إلى 6 آلاف مصاب من الباحثين عن لقمة العيش منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع.
وحذرت مؤسسات فلسطينية ودولية من أن القطاع يمر حاليا بأسوأ مراحل المجاعة نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية.