أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 100 فلسطيني وإصابة 603 إصابات في الساعات الـ24 الماضية، فيما سجّلت 4 حالات وفاة جديدة بسبب الجوع وسوء التغذية، ليرتفع عدد ضحايا التجويع إلى 197 شهيدًا، من بينهم 96 طفلًا. يأتي هذا فيما أعلن الإعلام الحكومي عن دخول 92 شاحنة فقط، يوم أمس، تعرّض معظمها للنهب والسرقة. وتستمر الغارات العنيفة وسياسة التجويع بينما يناقش الكابينت الإسرائيلي، اليوم، خطةً لتعميق حرب الإبادة وفرض احتلال على كامل قطاع غزة.
وأفادت وزارة الصحة في غزة أن عدد من وصلوا إلى المستشفيات، خلال اليوم الفائت، من شهداء المساعدات بلغ 51 شهيدًا و230 إصابة، ليرتفع إجمالي ضحايا مراكز المساعدات الأميركية – الإسرائيلية إلى 1,706 شهداء وأكثر من 12,030 إصابة. وبحسب بيان الصحة، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 61,258 شهيدًا و152,045 إصابة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وفي مشهد مأساوي، أعلن مجمع ناصر الطبي عن استشهاد طفل نتيجة إسقاط جوي لمساعدات في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
ومنذ منتصف الليلة حتى ظهر اليوم الخميس، استشهد ما لا يقل عن 35 فلسطينيًا، منهم 5 من منتظري المساعدات جرّاء استهدافات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وتتوالى التقارير الدولية الرافضة لآلية توزيع المساعدات في غزة، كان آخرها تقرير صدر عن منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الخميس، أكّد أن عمليات توزيع الأغذية التي تديرها مؤسسة “غزة الإنسانية” أصبحت “مواقع للقتل المنظم”، قائلةً: “يجب إغلاق مواقع توزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة”.
ورغم الإدانات الدولية، أعلن السفير الأميركي في “إسرائيل” أن الولايات المتحدة ستموّل زيادة عدد مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة من 4 إلى 16 مركزً، بحسب القناة 12 العبرية.
وكان موقع “أكسيوس” نقل عن مسؤولين أميركيين ومسؤول آخر إسرائيلي، أن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف والرئيس دونالد ترامب ناقشا، خططًا لزيادة دور الولايات المتحدة بشكل كبير في تقديم “المساعدات الإنسانية” لغزة.
فوضى متعمدة
وفي سياق متصل، أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن 92 شاحنة مساعدات فقط دخلت إلى قطاع غزة، أمس الأربعاء، تعرّض معظمها للنهب والسطو في ظل “فوضى أمنية متعمدة يصنعها الاحتلال الإسرائيلي ضمن سياسة هندسة التجويع والفوضى، الهادفة إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني وضرب صموده”.
وأضاف المكتب الحكومي أن ما تم إدخاله حتى الآن لا يتجاوز 14% من الحصة المفترضة، حيث يمنع الاحتلال إدخال نحو 6,600 شاحنة إغاثية، ويواصل إغلاق المعابر وتقويض عمل المؤسسات الإنسانية.
يأتي هذا بينما يحتاج قطاع غزة يحتاج يوميًا إلى أكثر من 600 شاحنة لتلبية الحد الأدنى من احتياجات 2.4 مليون إنسان، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية بفعل الحرب والإبادة المستمرة.
وحمّل الإعلام الحكومي الاحتلال وحلفاءه كامل المسؤولية عن الكارثة الإنسانية، داعيًا الأمم المتحدة، والدول العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي إلى تحرك جدي لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات، وخاصة الغذاء، حليب الأطفال، والأدوية المنقذة للحياة، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه ضد المدنيين.
في ذات السياق، هاجم مستوطنون، اليوم الخميس، شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة، وقاموا بتدمير حمولتها التي تضم مواد غذائية أساسية مثل الزيت والسكر والطحين.
انهيار صحي
أما على صعيد استهداف المنظومة الطبية والصحية داخل القطاع، أكّد مدير مجمع الشفاء، في تصريحاتٍ للتلفزيون العربي، أن مواد التخدير ستنفذ من مستشفيات القطاع خلال أقل من 48 ساعة.
وأضاف أن معظم أطفال قطاع غزة يعانون من سوء التغذية، مؤكدًا أن العديد من الجرحى يستشهدون بعد إجراء العمليات لهم بسبب سوء التغذية.
بدوره، أكد المدير العام لجمعية العودة في غزة أن الوضع الإنساني في القطاع بلغ مستويات خطيرة، محذّرًا من انهيار المنظومة الصحية التي باتت تعمل بأقل من 20% من طاقتها بسبب العدوان المتواصل. ودعا إلى توفير الحماية العاجلة للأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة، مشيرًا إلى أن هذه الفئات تدفع الثمن الأكبر في ظل غياب أبسط مقومات الرعاية الصحية والإنسانية.
وأشار إلى أن المستشفيات والمراكز الطبية عاجزة عن تلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، في وقت تتزايد فيه الإصابات جراء القصف وتفشي الأمراض وسوء التغذية.