تحليل إسرائيلي: عاملان أتاحا فرصة لبلورة صفقة جزئية مع حماس

قال المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، إن الضغط الشعبي المتصاعد من عائلات الأسرى، والتهديدات المتكررة باجتياح واحتلال مدينة غزة ، شكل “فرصة لبلورة صفقة جزئية” لتبادل الأسرى مع حماس .

وقال هرئيل في تحليل نشره عبر “هآرتس” اليوم الثلاثاء، إن تصريحات ترامب حول الحرب في غزة، والتهديدات المتكررة من جانب القيادة الإسرائيلية باجتياح مدينة غزة، ليست منفصلة عن التطورات الأخيرة المتعلقة برد حركة حماس على المقترح الجديد للوسطاء.

ولفت إلى أن ترامب تفاخر في المنشور الذي شاركه على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال) حول الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، أمس الإثنين، بأنه “حرر مئات الأسرى من قبضة حماس” رغم أن العدد الفعلي “31 أسيرًا حيًّا فقط”.

ويرى هرئيل أن هذه اللغة التي اتسمت بالتهديد المباشر والصريح لحركة حماس والداعمة للخطط العسكرية الإسرائيلية “جزء من الدعم المطلق الذي يقدمه ترامب لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو “، وربما “وسيلة ضغط متزامنة مع التحركات المصرية والقطرية لدفع حماس إلى الزاوية”.

ويشير هرئيل إلى أن رد حماس، الذي تضمن قبولًا مبدئيًا بصفقة جزئية تشمل “إطلاق سراح عشرة أسرى أحياء وعدد من الجثامين، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وانسحاب تدريجي من غزة”، جاء في توقيت يكشف الارتباط بين الخطاب العسكري والضغوط السياسية. وبرأيه، “من الصعب استبعاد احتمال أن يكون الأميركيون منسقين مع الوسطاء في هذا التوقيت”.

ويضيف المحلل أن عائلات الأسرى الإسرائيليين ترى في هذه اللحظة فرصة لإحياء الضغط الشعبي على الحكومة: “من دون ضغط متزايد ومتواصل، لا فرصة لصفقة”. ويذكّر بأن الحكومة في السابق لجأت إلى تسريبات “موجهة” لتصوير فشل التوصل لصفقة بوصفه مسؤولية “حماس وحدها”، في حين كان التعطيل مرتبطًا بحسابات نتنياهو السياسية.

ويستعرض هرئيل حالة القلق داخل اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو، قائلاً إن “ردود الفعل الغاضبة من الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش تعكس خشيتهم من أن يكون ثمة شيء”؛ إذ يهددان بإسقاط الحكومة إذا قَبِل نتنياهو بصفقة جزئية. لكنه يضيف أن مواقف نتنياهو تبقى “سائلة ومرنة”، وأنه “يغيّر رواياته وفق الحاجة، بل وقد يشجع المعارضة الداخلية سرًا لتبرير المماطلة”.

في خلفية المشهد، يشير هرئيل إلى عاملين إضافيين: الأول هو “محاولة ترامب المحمومة لنيل جائزة نوبل للسلام”، ما يجعله يبحث عن اختراق في ملف غزة بعد أن فشل في إحداث تقدم في الملف الأوكراني-الروسي. والثاني يتعلق بالتحضيرات الإسرائيلية لاجتياح غزة، حيث يرى أن “قلة من العمليات الهجومية في تاريخ الجيش الإسرائيلي حظيت بهذا القدر من الدعاية قبل أن تبدأ فعليًا”، ما يثير الشكوك حول ما إذا كان القرار النهائي قد اتخذ أصلًا.

ويخلص هرئيل إلى أن الضغط الشعبي المتجدد لعائلات الأسرى، إلى جانب الحاجة لإجراء مراجعة حقيقية لفشل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، يربط كل هذه المسارات معًا: من مفاوضات الأسرى، إلى مستقبل الحرب، إلى مطلب لجنة تحقيق مستقلة. وبرأيه، “اللجنة الحقيقية الوحيدة القادرة على محاسبة المستوى السياسي والأمني هي لجنة تحقيق رسمية برئاسة قاضٍ من المحكمة العليا”.

52
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المشاركات الأخيرة: