تقرير إسرائيلي: الجيش يستخدم الروبوتات لتسريع التدمير وتقليل خسائره البشرية

بثّت إذاعة الجيش الإسرائيلي تقريرًا عن توسع استخدام المدرعات والآليات الروبوتية لتدمير أحياء في مدينة غزة خلال العدوان الحاليّ على المدينة. يأتي هذا بينما يؤكد خبراء في القانون الدولي أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني عبر استخدام الروبوتات المتفجرة الموجَّهة عن بُعد، فيما وصفها مستشار لدى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بأنها “أبشع من أساليب القتل النازية”.

وأشار تقرير إذاعة جيش الاحتلال إلى أن التجارب الأولية بدأت باستخدام جرّافات هندسية روبوتية تُعرف باسم “باندا”، قبل أن يتحول الاعتماد إلى منصات مدرعة قديمة من طراز “زلدة” — وهي مدرعات أميركية تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، ويتوفر لدى الجيش مخزون كبير منها يقدر بنحو 5 آلاف مركبة غير مستخدمة.

وكان التكتيك الأول يقوم على تحميل المدرعات بكميات كبيرة من المتفجّرات وإرسالها إلى مواقع محددة لتنفجر هناك، ما يجعلها تعمل كـ”مدرعات انتحارية”. وجرى تنفيذ عشرات العمليات بهذه الطريقة خلال العام الماضي. فيما بعد، ويزعم التقرير أن الوحدة التكنولوجية البرية “طوّرت نسخة محسّنة لا تتطلب تفجير المركبة نفسها؛ إذ وُضع داخل المدرعة صندوق متفجّرات كبير يتم نقله إلى النقطة المستهدفة، ثم تُسقط المدرعة الصندوق وتنسحب لينفجر لاحقًا، ما يُجنب فقدان المركبات ويمكن إعادة استخدامها عدة مرات”.

وورد في التقرير أن قوة انفجار مثل هذا الصندوق تعادل تقريبًا انفجار قنبلتين جوّيتين ثقيلتين، بهدف تدمير المباني ونزع مكوّنات العبوات داخلها، ما يمهد لدخول القوات البرية “بأقل قدر ممكن من المخاطر”. وأشارت الإذاعة إلى أن المنظومة تعمل حاليًا بمعدل صناعي — عشرات المرات يوميًا، خصوصًا خلال الليل — ما أدى إلى تدمير آلاف المباني، واصفة هذه التقنية بأنها أصبحت “واحدة من أكثر وسائل القتال فعالية ودراماتيكية في غزة”.

كما بدأ الجيش الإسرائيلي توظيف ناقلات جنود مدرعة قابلة للتحكم عن بُعد، حيث يمكن توجيهها إلى “مواقع خطرة” قبل وصول القوات البشرية. هذه الناقلات مزوّدة بدرع حماية قوي وتساعد في فتح مسارات آمنة ونقل الجنود أو المعدات إلى النقاط الأمامية دون تعريضهم لمخاطر العبوات والكمائن المفخخة.

في سياق متصل، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن جيش الاحتلال يفجّر يوميًا عشرات العربات المفخخة في مدينة غزة، يُحدث كل تفجير منها ما يعادل زلزالًا بقوة 3.7 درجات.

ووثّق المرصد خلال أسبوع واحد تفجير نحو 120 عربة مفخخة بنحو 840 طنًا من المتفجرات وسط الأحياء السكنية. وأكد أن هذا الاستخدام للعربات المفخخة لتدمير أحياء كاملة يشكّل جريمة غير مسبوقة في تاريخ البشرية، مبينًا أن الأثر الكارثي لهذه التفجيرات لا يقتصر على الدمار المادي، بل يُستخدم أيضًا كأداة للترهيب النفسي للسكان المدنيين وتهجيرهم قسرًا من مناطقهم.

31
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *