الجوع يفتك بغزة.. بريطانيا تصف منع إسرائيل دخول الغذاء بالعار الأخلاقي

تحوّلت الحياة في قطاع غزة إلى معركة بقاء يومية، تدفع فيها العائلات ثمنًا باهظًا للجوع والحصار والنزوح.

وفي ظل معابرَ مغلقة ومساعدات ممنوعة، يفر الآلاف جنوبًا بحثًا عن مأوى، ليجدوا أنفسهم عالقين بين أنقاض المنازل وأكوام القمامة.

ففي غزة المُحاصَرة، لم تعد لقمة العيش ولا جرعة الماء من المسلّمات، بل تحوّلت إلى أحلام بعيدة المنال. يبيت أطفال غزة وأجسادهم تنهشها المجاعة، في ظل حصار خانق تفرضه إسرائيل بلا هوادة، وحرب إبادة تجاوزت عامها الثاني دون توقف.

سوء التغذية يفتك بالأطفال في غزة

ورغم الصور الصادمة التي اجتاحت وسائل الإعلام، لا يزال الاحتلال يمنع إدخال الغذاء والمساعدات، غير آبه بصوت الجوع، ولا بأنين الأطفال الذين يفتك بهم سوء التغذية.

فعلى سرير في مستشفى ناصر بخانيونس، ترقد الطفلة مي أبو عرار، ذات الأعوام السبعة، بجسدها النحيل ووجهها الشاحب وقد غابت عنه ملامح الطفولة.

هي طفلة أنهكها الجوع واغتالتها سياسة التجويع الممنهجة التي تُمارَس بحق المدنيين. عظامها البارزة وصراخها المتقطع تختصر معاناة شعب بأكمله.

وعلى أرصفة النزوح تبدو النجاة رحلة محفوفة بالمستحيل. ففي ظل انعدام الملاجئ، وتردي النظافة، بات الأطفال أوّل المصابين بالأمراض الجلدية والعدوى.

وقد زادت موجات النزوح المستمرة الوضع مأساوية جنوبًا. فالكثير من العائلات الفارّة من جحيم القصف الإسرائيلي لم تجد شبرًا آمنًا تحت سماء لا تعرف الهدوء، سوى بنصب خيامها بجانب أكوام القمامة في مخيم النصيرات، ليقيموا بجوارها وسط بيئة موبوءة تتحوّل إلى مهد للأمراض.

“عار أخلاقي”

ووصفت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر منع إسرائيل دخول المنتجات الغذائية الأساسية والعلاج إلى قطاع غزة بأنه “عار أخلاقي”.

وصرحت كوبر في مؤتمر بمدينة ليفربول عقده “حزب العمال” الذي تنتمي إليه، الإثنين، بأن بريطانيا اعترفت بدولة فلسطين بصفتها إحدى البلدان التي تدعم حل الدولتين.

48
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المشاركات الأخيرة: