مدن العالم تتظاهر للمطالبة بوقف جريمة الإبادة في غزة

شهدت العديد من مدن العالم اليوم الأحد مسيرات حاشدة للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية وإنهاء التجويع والإبادة الجماعية في غزة، وتنديدا بالهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود.

وأفاد مصادر صحفية محلية في الرباط أن آلاف المغاربة شاركوا في المسيرة بدعوة من هيئات مدنية وأحزاب سياسية في الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية على غزة.

وانطلق المشاركون من باب الأحد وسط العاصمة باتجاه مبنى البرلمان رافعين شعارات تطالب بوقف تجويع المدنيين في القطاع وكسر الحصار.

ورددوا هتافات تطالب بـرفع الحصار عن القطاع وإدخال المساعدات، والضغط على إسرائيل لوقف محاولات تهجير الفلسطينيين.

ورفعوا الأعلام الفلسطينية إلى جانب المغربية، وهتفوا بعبارات تؤكد تضامنهم مع فلسطين منها “مغاربة مرابطون، للتطبيع رافضون” “تحية مغربية لفلسطين الأبية”.

كما ندد المشاركون في المسيرة بالهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود العالمي، وأحرقوا العلم الإسرائيلي خلال المسيرة.

مسيرات دعم في تركيا

وفي تركيا أفادت مصادر محلية، أن عدة مدن اليوم شهدت مسيرات هي الأوسع منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، شارك فيها عشرات الآلاف دعما لأهالي القطاع وتنديدا بما وصفوه بـ”حرب الإبادة” التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والتركية ورددوا هتافات تطالب بإنهاء العدوان ورفع الحصار عن غزة، مؤكدين تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في الذكرى الثانية لبدء الحرب.

وجاءت هذه الفعاليات استجابة لدعوة منصة دعم فلسطين -وهي ائتلاف يضم منظمات مدنية تركية- إلى تنظيم “مسيرات نحو الحرية” في عموم الولايات الـ81، وفي مقدمتها إسطنبول وأنقرة وإزمير، دعما لـ”أسطول الصمود” ومساندة للجهود الدولية الرامية إلى كسر الحصار المفروض على القطاع.

وشهدت المسيرات مشاركة واسعة من شخصيات مدنية ونقابية وحقوقية، حيث تقدم رؤساء جمعيات عمالية ومنظمات مجتمع مدني الصفوف الأولى إلى جانب ممثلي الهيئات الطلابية والنقابات المهنية.

كما شارك فيها أعضاء من مختلف الأحزاب التركية ونواب في البرلمان، مما منحها بعدا سياسيا يعكس الإجماع الشعبي والرسمي في تركيا على دعم الشعب الفلسطيني ورفض العدوان الإسرائيلي على غزة.

تضامن واسع

وفي إسطنبول، تحولت ساحة آيا صوفيا ظهر اليوم إلى نقطة انطلاق للمسيرة، حيث توافدت الحشود عقب صلاة الظهر لتسير باتجاه ميدان أمينونو التاريخي، في مشهد طغت عليه الأعلام الفلسطينية والتركية وهتافات الغضب ضد العدوان الإسرائيلي

وردد المشاركون شعارات من قبيل “غزة تحت القصف”، و”تسقط إسرائيل”، و”الحرية لفلسطين”، تعبيرا عن تضامنهم مع المدنيين المحاصرين في القطاع.

أما في العاصمة أنقرة، فقد اكتظت ساحة مسجد مليكة خاتون وسط المدينة بآلاف المتظاهرين الذين شاركوا في “مسيرة العزيمة من أجل غزة” متجهين نحو ميدان كيزيلاي الشهير، في مشهد عكس تلاحما شعبيا ورسميا لافتا دعما لأهالي القطاع.

ورفع المشاركون يافطات كتب عليها “إن صمتت الإنسانية يتعاظم الظلم”، ورددوا هتافات منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة.

وشهدت الفعالية حضورا رسميا بارزا، إذ انضم وزير النقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو، وعدد من أعضاء البرلمان، إضافة إلى والي أنقرة واصب شاهين، إلى صفوف المتظاهرين، في خطوة عكست موقفا سياسيا وشعبيا موحدا في دعم غزة.

تضامن بحري

وفي إزمير الساحلية اتخذت المسيرات طابعا بحريا رمزيا تضامنا مع أسطول الصمود مع مشاركة عشرات القوارب في مرافئ المدينة، مزدانة بالأعلام التركية والفلسطينية.

وانطلق المشاركون في قافلة بحرية تجمعت قبالة واجهة ميدان الجمهورية على كورنيش المدينة، بينما تابع المئات من السكان المشهد من الشاطئ في تجمع تضامني مواز.

ونظمت الفعاليات منصة دعم فلسطين ومنصة منظمات إزمير الأهلية، وصدحت مكبرات الصوت بالهتافات تعبيرا عن تعاطف المدينة مع المدنيين المحاصرين في غزة، في استعراض رمزي للوحدة مع القوافل المدنية الدولية التي حاولت كسر الحصار.

وقال جوكهان تيمور، رئيس منصة منظمات إزمير، إن الوقفة “ليست تضامنا فحسب، بل دفاعا عن كرامة الإنسانية”، مشيدا بأسطول الصمود ووصفه بأنه “حركة ضمير عالمي”.

وأكد أن السفن كانت “تحمل مساعدات غذائية وطبية وحليب أطفال لا أسلحة، قبل أن تتعرض للاعتداء”. وأضاف تيمور أن “إيصال المعونات إلى غزة يجب أن يستمر مهما كلف الأمر”، لأن “العزيمة لن تنهار والواجب الإنساني يستدعي الاستمرار في الضغط لفتح ممرات آمنة”.

وشدد بلال صايغلي، رئيس فرع حزب العدالة والتنمية في إزمير، على دلالة المشهد ودعا إلى تماسك المجتمع الإسلامي في مواجهة ما وصفه بـ”الاحتلال”، في تصريح أثار تباينات سياسية لكنه ربط بين التضامن الشعبي والموقف السياسي المحلي.

رسالة ضمير

بدوره قال حاجي بيرام شاهين، رئيس فرع هيئة الإغاثة الإنسانية التركية “آي إتش إتش”(IHH) في أنقرة، إن التظاهرات التي عمت العاصمة اليوم تأتي في الذكرى الثانية لصمود غزة، مؤكدا أن “جميع المسلمين وأصحاب الضمير في تركيا اجتمعوا في 81 ولاية ليجددوا موقفهم الواضح إلى جانب غزة وضد الظالمين”.

وأضاف شاهين، “خرجنا اليوم إلى الميادين لنعبر عن تضامننا الحقيقي مع معاناة أهلنا في غزة، ولنؤكد أننا جزء من آلامهم وآمالهم.”

وأوضح أن العاصمة التركية “شهدت أضخم مسيرة في تاريخ أنقرة، بتنظيم منصة أنقرة للتضامن مع فلسطين ومكوناتها، حيث امتلأ ميدان العاصمة بالكامل بالمشاركين”.

وختم قائلا “نوجه تحياتنا إلى كل من شارك في هذه المسيرة وإلى المقاومين في غزة وكل أنحاء العالم. نحن على يقين أن غزة ستتحرر بإذن الله.”

مسيرة أمستردام

وفي هولندا شارك مئات في مظاهرة بالعاصمة أمستردام دعما لقطاع غزة واحتجاجا على استمرار حرب الإبادة والتجويع.

وأضاف أن هذه المظاهرة هي الثالثة من نوعها وهي تُنظم تحت عنوان “الخط الأحمر” أي توجيه رسائل للحكومة الهولندية بشأن علاقاتها مع إسرائيل وذلك قبل فترة وجيزة من الانتخابات العامة المرتقبة في البلاد. ردد المشاركون في المظاهرة هتافات تطالب بوقف الحرب في غزة وقطع العلاقات مع إسرائيل.

وتواصل إسرائيل هجماتها على قطاع غزة، رغم دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة، لوقف القصف فورا، حيث قال إنه يعتقد أن حركة حماس باتت مستعدة لسلام دائم، داعيا تل أبيب إلى وقف قصف غزة فورا لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفا و139 شهيدا، و169 ألفا و583 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 459 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.

32
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المشاركات الأخيرة: